أحدث المقالات
فيما يلي أحدث المقالات التي كتبها صحفيون وأكاديميون مرموقون بشأن موضوع “السكان” و “إيران”. تم نشر هذه المقالات في ملف البلد هذا أو في أي مكان آخر على موقعنا على الإنترنت:
قُدِر عدد سكان إيران في بداية عام 2024م، بنحو 89.8 مليون نسمة، بمتوسط معدل نمو سنوي بلغ 1.06% عما كان عليه عدد سكان البلاد في العام 2023م، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة. وقد بلغ عدد الذكور 45.4 مليون بنسبة 50.8% من إجمالي عدد السكان، بينما يبلغ عدد الإناث 44.18 مليون بنسبة 49.2% من إجمالي عدد السكان.
وأشارت مصادر رسمية إيرانية إلى أن معدل النمو السكاني في البلاد قد انخفض للمرة الأولى إلى ما دون 1% مع نهاية العام الفارسي 1398 (مارس/ آذار 2020م)، ولكنه منذ ذلك الحين ارتفع إلى متوسط قدره 1.2%. ويقدّر متوسط الأعمار في إيران بنحو 75.6 سنة، ( 74.3 سنة للذكور، و 77.1 سنة للإناث). ويصل معدل وفيات الرضع إلى 14.3 حالة وفاة لكل 1000 مولود
يشكل المسلمون 98.5% (الشيعة 90-95%، السنة 5-10%)، المسيحون 0.7%, الآخرون (يشمل الزرادشتية واليهودية والهندوسية) 0.2%، وفقًا لـ كتاب حقائق العالم لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
إيران بلد متنوع الأعراق على الرغم من أن الحكومة الإيرانية لا تُفصح بأية معلومات عن العرق من خلال إحصاءاتها؛ غير أن معظم المصادر تؤكد أنالفرس يمثلون 61% من السكان، يليهم الأكراد (10%)، اللور (6%)، والبلوش (2%). وتستأثر العرقيات الأخرى بنسبة الــ 21% المتبقية، بما في ذلك الأذربيجانيون (16%)، والعرب (2%)، والتركمان والقبائل التركية (2%)، وكذلك الأرمن والآشوريين والجورجيين.
وتشمل اللغات المستخدمة في الجمهورية الإسلامية: الفارسية (رسمية)، واللهجات التركية الآذرية، والتركية، والكردية، وجلاكي، ومازنداراني، ولوري، والبلوشي، والعربية، وغيرها من اللغات.
يمكن وصف المجتمع الإيراني بأنه مجتمع شاب، ذلك أن 59% من السكان هم دون سن 24 عامًا، 23% من بينهم في الفئة العمرية من صفر إلى 14 عامًا. وفي حين يقع نحو 69% من جملة السكان في الفئة العمرية بين 15 و64 عامًا، فإن 8% فقطيقع في الفئة العمرية المفتوحة (65 عامًا وأكثر).
يبلغ معدل الخصوبة في إيران 1.7 طفل لكل امرأة ، وهو أقل من 2.1 مولود لكل امرأة اللازمة لضمان بقاء عدد السكان كما هو، وفقًا للبيانات الإيرانية.
بلغت الكثافة السكانية للجمهورية الإيرانية 56 شخصًا/كم2 حسب عدد سكان البلاد في 2024م.
وبلغ سكان المناطق الحضرية 73.1% من مجموع السكان، والذين يتركز معظمهم في الشمال والشمال الغربي والغرب من إيران، حسب تقديرات عامي 2023م، و2024م.
طهران من أكبر المدن في الشرق الأوسط، وهي أكبر مدن إيران وعاصمتها الإدارية ومركزها التجاري الرئيسي. تبلغ مساحتها 730 كم2، وضواحيها 1274 كم2. تستحوذ على نحو 10.93% من مجموع سكان البلاد، وتحلُ مدينة “مشهد”، الواقعة في شمال شرق إيران، كثاني أكبر المدن الإيرانية (4.22%). ومن المدن الرئيسة الأخرى: “أصفهان” (2.81%)؛ “خرج” (2.46%)؛ “شيراز” (2.34%)؛ “تبريز” (2.21%)؛ “قم” (1.75%)؛ “الأهواز” (1.38%)، ثم مدينتي كرمانشاه وأورمية.
لطالما تعيّن على الحكومة المركزية أخذ تنوع سكانها في الاعتبار وضمان تمثيل جميع المجموعات العرقية في الحكومة. الحس الوطني، أي الشعور بالانتماء إلى إيران، قوي لدى العديد من المواطنين، غير أن بعض المجموعات العرقية تنتقد الحكومة على تهميشها لهم. كما تنتقد المجموعات العرقية بعضهم البعض، ويؤلفون النكات للسخرية من بعضهم البعض، والتي غالباً ما تكون لاذعة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المجموعات النشطة في إيران تناضل من أجل الحصول على المزيد من النفوذ السياسي وتحقيق التقدم الاقتصادي والحرية الثقافية، أو حتى الاستقلالية. في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران تتنوع طرق مقاومة الحكومة المركزية من مظاهرات عرضية إلى تفجيرات متقطعة.
تتمتع خوزستان بمكانة هامة لدى الحكومة المركزية نظراً لمواردها النفطية. فمنذ اكتشاف “الذهب الأسود” في أوائل القرن العشرين، انتقل الكثير من الناس للعيش في خوزستان بحثاً عن فرص عمل. وأصبح السكان الأصليون الناطقون باللغة العربية أقلية في هذه المحافظة بسبب تدفق أعداد العمال الوافدين إليها.
ومع أن الأقلية العربية في خوزستان تعيش على “منجم ذهب”، إلا أنها إحدى المجموعات العرقية الأكثر فقراً في البلاد. تعاني هذه المجموعة من ظروف سيئة في سوق العمل والتعليم ولا تتمتع بالكثير من النفوذ السياسي.
الأكراد
كما يعاني الأكراد، ومعظمهم يعيشون في غرب إيران، من التمييز العنصري من قبل الحكومة المركزية. فالكثير من الأكراد يؤيدون فكرة إقامة كردستان الكبرى، وهم على استعداد للقتال في سبيل هذه القضية. والعلاقات بين الإيرانيين والأكراد مشوبة بفترات من الصراعات والتمرد على الدولة المركزية. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، تم الإعلان عن استقلال جزء صغير من كردستان الإيرانية، ولكن جمهورية مهاباد كانت قصيرة الأمد؛ وبعد أقل من سنة، استعادت الحكومة المركزية سيطرتها على المنطقة. خلال ثورة عام 1979، نجح المقاتلون الأكراد في السيطرة على أجزاء كبيرة من المحافظات التي يسكنها الأكراد، ولكن الجمهورية الإسلامية الجديدة لم تكن متسامحة مع مطالب الأكراد بالحكم الذاتي.
وسرعان ما اندلعت الاشتباكات مع قوات الحكومة المركزية، وفي أعقاب ذلك أعلن آية الله الخميني الجهاد ضد المقاتلين الأكراد. وفي النهاية، اندحرت المقاومة الكرديةً. وفي العقود الأخيرة، شهدت بعض المناطق الكردية تظاهرات متفرقة تبعتها ممارسات قمعية للناشطين.
سيستان وبلوشستان
ربما تكون محافظة سيستان وبلوتشستان في جنوب شرق إيران المنطقة الأكبر في إيران، إلا أنها أيضاً الأكثر فقراً والأقل نمواً والأكثر بؤساً. وهي الطريق الأكثر نشاطاً لتجارة المخدرات بين أفغانستان وأوروبا. يشتكي البلوشيون، ومعظمهم من السنّة، لسنوات من التمييز الذي تمارسه الحكومة المركزية في حقهم. ومنذ عام 2007، حدثت تفجيرات متفرقة في العاصمة زاهدان. كانت معظم هذه الهجمات موجهة إلى الجيش والحرس الثوري والمسؤولين الحكوميين. وقد نسبت السلطات الإيرانية هذه الهجمات إلى الإنفصاليين المسلحين والعناصر الأجنبية وتجار المخدارات.
الإسلام هو الديانة الرسمية في إيران، والمذهب المتبع هو المذهب الشيعي الجعفري (الإثني عشري)، مذهب الأغلبية في الإسلام الشيعي. وكلمة “شيعة” في اللغة معناها “الفرقة” أو “الأتباع” ويشار بها إلى “شيعة علي”، ابن عم النبي محمد وزوج ابنته فاطمة. ويؤمن الشيعة بأن زعامة الأمة من حق علي وآله فقط، لأنهم وحدهم من يتمتع بالقدرة على المباشرة بنشر رسالة النبي محمد بشكل معصوم عن الخطأ. كان علي أول الأئمة الإثني عشر المتعاقبين. وقد توارى الإمام الثاني عشر، المهدي، عن الأنظار وسيرجع يوماً لاستعادة العدل في العالم.
رجال الدين
الإسلام الشيعي مبني على انقسام أساسي في جماعة المؤمنين، بين “المقَلَّدون” [بفتح اللام] (أولئك الذين يعرفون العقيدة جيداً) و “المقلِّدون” [بكسر اللام] (الذين يتبعون). تتألف الفئة الأولى من “المجتهدين”، وهم علماء الدين الذين يسمح لهم في المشاركة في التفسير (الاجتهاد) الخاص للقرآن والشريعة الإسلامية. يُمنح المجتهد هذه السلطة من قبل مرشده، بعد سنوات عديدة من الدراسة في واحد من مراكز التعليم الديني في العالم الشيعي، والتي تشمل – إلى جانب النجف وكربلاء والكاظمية في العراق – مدينة قم ومشهد في إيران.
كعلمانيين، يتوقع من المقلِدين إتّباع فتاوى المجتهدين ودفع الزكاة لهم. تستخدم هذه الزكاة لصيانة المؤسسات الدينية ودعم المحتاجين. اعتماداً على مستواه العلمي، يحصل الطالب الديني على الألقاب الفخرية على التوالي: ثقة الإسلام، حجة الإسلام، آية الله. يشار إلى آية الله البارز (بناء على شهرته وعدد أتباعه) بلقب “مرجع التقليد”، ويُمنح اللقب الفخري “آية الله العظمى“. تعتبر فتوى مرجع التقليد الكلمة الأخيرة لكل تساؤلات المؤمنين الشيعة – ويتوقع من الجميع إتّباع إرشاد مرجع التقليد الذي على قيد الحياة.
عادة ما يكون هناك عدة مراجع تقليد في وقت واحد. يعيش آيات الله الكبرى ويعملون في النجف في الوقت الحاضر، هم: السيد (إشارة إلى أحد أفراد سلالة النبي محمد، ويرتدي عمامة سوداء) محمد سعيد الحكيم (مواليد العراق عام 1936)، الشيخ بشير حسين النجفي (مواليد باكستان عام 1942)، الشيخ محمد إسحاق الفياض (مواليد أفغانستان عام 1930)، والسيد علي الحسيني السيستاني (مواليد إيران عام 1930). ويعتبر هذا الأخير الأول بين أقرانه. وبشكل جماعي، تسمى أعلى القيادات الدينية الشيعية بـ “المرجعية” (مجموع مراجع التقليد)، أما المؤسسات التعليمية والعاملون فيها فتدعى “الحوزة العلمية”.
ليس لرجال الدين السنّة بناء هرمي مماثل، وهناك علاقة أكثر مرونة بين المؤمن العادي والموظفين الدينيين والعلماء. ويتميزون بمناصبهم: الإمام والقاضي والمفتي. وكالشيعة، للأخير السلطة لإصدار الفتاوى. وفي كثير من الحالات، يقضي أعضاء الدوائر الدينية العليا سنوات دراستهم في جامعة الأزهر الشهيرة في القاهرة. كما يدفع المؤمنون السنّة الزكاة للموظفين الدينيين.
مسلمون يصلون خلال شهر رمضان في مزار إمامزادة هلال ابن علي في كاشان / Photo HHأكثر من 98% من سكان إيران مسلمين. ينقسم المسلمون إلى مجموعتين (الشيعة 90-95٪ ، السنة 5-10٪)، تعودان إلى السنوات الأولى من الإسلام. بعد وفاة النبي محمد عام 632 للميلاد، برز معسكران مختلفان ضمن الأمة فيما يتعلق بخلافته: السنّة والشيعة. يعود أصل التسمية “شيعة” إلى المصطلح العربي “شيعة علي”. توحّد أتباع علي بن أبي طالب، ابن عم النبي محمد وزوج ابنته، في هذه الشيعة.
وعلى أساس وعود شخصية يعتقد أن النبي محمد قدمها، حصل علي على الزعامة (يطلق أتباعه على هذه الزعامة مصطلح الإمامة) ضمن الأمة لنفسه ولذريته من بعده. أما السنّة، الذين يشتق اسمهم من مصطلح “سنّة النبي”، فيقولون إن الحكم هو للزعيم المنتخب (يطلقون عليه لقب “الخليفة”). ومع أن الشيعة يعتبرون علي إمامهم الأول، فقد تم اختياره الخليفة الرابع من قبل السنّة (كخليفة للخلفاء الراشدين: أبو بكر وعمر وعثمان)، إلا أن الصراع بين الفرعين الرئيسيين للإسلام حول الزعامة تصعّد بعد وفاته.
معركة كربلاء
انتهى الصراع عام 680 للميلاد في معركة بالقرب من كربلاء، حيث هزم الشيعة بقيادة الإمام حسين، أحد أبناء علي، في حرب غير متكافئة. وقد لقي حسين وأتباعه حتفهم هناك. كل عام، يحتفل الشيعة بهذه الأحداث الدرامية خلال عاشوراء، اليوم العاشر من شهر الحداد المعروف باسم محرم (عاشوراء يعني العاشر باللغة العربية).
أثناء التجمعات المعروفة باسم الحسينيات، تروى حكاية مقتل الإمام الحسين وأصحابه وإخوانه في السلاح، أو يتم تمثّيلها في كثير من الأحيان، من قبل عالم (رجل الدين)؛ في حين تقام مواكب كبيرة في الشوارع، ورجال يجرّحون أجسادهم مجازياً. ويلوم الشيعة أنفسهم لعدم تقديم يد العون للإمام الحسين في ذلك الوقت. ووفق العادة الإسلامية، يتم إحياء ذكرى أربعين يوماً على وفاة شخص ما – وفي هذه الحالة الإمام الحسين: الأربعينية الحسينية (اليوم الأربعين بعد عاشوراء).
الصفويون
تلقى الإسلام الشيعي دفعة قوية عندما ارتقى إلى دين الدولة من قبل السلالة الصفوية في بلاد فارس المجاورة في القرن السادس عشر، وانتشر تدريجياً بين السكان السنّة. ومنذ ذلك الحين، يشق الحجاج وطلبة المدارس الدينية من بلاد فارس/إيران والشيعة من مكان آخر في العالم العربي/الإسلامي، وخاصة لبنان، طريقهم إلى “المدن المقدسة”: النجف وكربلاء في العراق. أدت هذه الحركات إلى علاقات اجتماعية وسياسية واقتصادية فيما بين هذه المجتمعات، والتي لا تزال هامة اليوم.
هناك خمسة فروض – تدعى أركان الإسلام الخمسة – يتعين على كل مسلم القيام بها: الشهادة (‘لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله’)؛ والصلاة خمس مرات في اليوم؛ والزكاة؛ وصيام شهر رمضان؛ والحج إلى مكة المكرمة. ويعلق الشيعة أهمية متساوية تقريباً على الحج إلى المدن المقدسة في النجف وكربلاء. ويمكن إضافة فريضة سادسة على الأركان الخمسة: المشاركة في الجهاد، أي القتال للدفاع عن جماعة المؤمنين (الأمة) ضد الهجمات التي يشنها الكفّار.
المسلمون السنة
حسب تقديرات عام 2022م يشكل المسلمون السنّة (بين 5- 10% من السكان) الأقلية الدينية الأكبر في إيران. ويتألفون بشكل رئيسي من الأكراد في الشمال الغربي والبلوشيين في الجنوب الشرقي والتركمان في الشمال الشرقي. ويشكل الإيرانيون التابعون للأقليات الدينية غير المسلمة (المسيحيون والبهائيون واليهود والزرادشتيون وغيرهم) نحو 1.5% من السكان.
المسيحيون
وفقًا للموسوعة المسيحية العالمية ،يوجد نحو 547000مسيحي في إيران، بينما أفاد مركز الإحصاء الحكومي في إيران أن هناك 117,700 مسيحي، وتقدر منظمة Elam Ministries المسيحية، أن يكون هناك ما بين 300 ألف والمليون مسيحي. غالبية المسيحيين هم من الأرمن يتركزون في طهران وأصفهان. وتشير تقديرات الكنيسة الآشورية إلى أن إجمالي عدد السكان المسيحيين الآشوريين والكلدانيين يبلغ نحو 7000. هناك أيضًا طوائف بروتستانتية،بما في ذلك الجماعات الإنجيلية، غير أنه لا توجد بيانات موثوقة عن أعدادهم.
البهائيون
أتباع المذهب البهائي هم من أكثر الأقليات الدينية غير المسلمة عددًا في إيران (300,000 شخص). ويعتبر الزعماء الدينيون الشيعة هذا المذهب بدعة، وقد تعرض أتباعه للاضطهاد منذ تأسيسه عام 1844م. واشتد الاضطهاد منذ الثورة الإسلامية، وحُرِمَ أتباع المذهب البهائي من حقوقهم المدنية والالتحاق بالتعليم العالي والتوظيف، كما تعرّضوا للسجن والإعدام.
اليهود
تاريخيًا، سكنت إيران أقدم المجموعات اليهودية في منطقة الشرق الأوسط. وقبل قيام الثورة، تراوح عدد اليهود بين 75,000 و80,000 نسمة. وخلال العقود الأخيرة، هاجرت أعداد كبيرة (نحو 60,000) منهم، مثل باقي الأقليات الدينية غير المسلمة. حاليًا، يعيش في إيران نحو30,000 يهودي، يشكّلون أكبر جماعة يهودية في الشرق الأوسط خارج إسرائيل.
وفق دستور إيران، الدين الإسلامي هو الدين الرسمي في البلاد، والمذهب المتّبع هو الشيعي الجعفري (الإثني عشري). حوالي 90% من السكان من الشيعة؛ أما المذاهب الإسلامية الأخرى فهي تحظى بالاحترام أيضاً. والأقليات الدينية غير الإسلامية الوحيدة المعترف بها هي الزرادشتية واليهودية والمسيحية فقط، فهم أهل الكتاب ويحق لهم ممارسة دياناتهم. ولكن أتباع الديانة البهائية يتعرضون للاضطهاد.
يعترف دستور عام 1979 بالمسيحية واليهودية والزرادشتية كأقليات دينية رسمية، ويحق لهم انتخاب ممثل واحد في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، كما يحق لهم التوظيف في مؤسسات الدولة. ومع أنها تتمتع بالحريات المدنية ذاتها التي يتمتع بها المسلمون، إلا أن أعضاء من هذه الأقليات الدينية المعترف بها تتعرض لبعض المضايقات والتمييز الديني.
نظراً إلى أن الشريعة الإسلامية تتحكم بالأحوال الشخصية للمسلمين، فإن التحول من الإسلام إلى المسيحية ممنوع، وعقوبة الارتداد الموت. إلا أن هناك بعض المجموعات التبشيرية في إيران.
تعد إيران واحدة من أكبر الدول المضيفة للاجئين حول العالم منذ عدة عقود. ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR ، تستضيف إيران حوالي 3.4 مليون لاجئ مسجل، حتى الربع الاول من العام 2024م، معظمهم من الأفغان الذين التمسوا الأمان في البلاد، بعد أربعة عقود خلت من الصراع في أفغانستان،ويعيشون جنباً إلى جنب مع الإيرانيين. فضلاً عن ذلك تؤكد المنظمة الدولية على وجود أكثر من مليوني أفغانيآخرين، يعيشون في إيران إما بدون وثائق أو بجوازات سفر وطنية.
وكان الاقتصاد الإيراني تعرض لضغوط كبيرة خلال عامي 2018م، و2019م، غير أن قدوم فيروس كورونا زاد الأمر سوءً، حيث أدى إلى تدهور شديد في الأوضاع الاقتصادية، نتج عنه ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية مثل الزيت والأرز والبيض، بنحو 21 في المائة، خلال العام 2020م، فيما ارتفعت تكلفة النقل بما يقرب من 50 في المائة، وذلك وفقاً للأرقام الحكومية.
وتسمح القوانين المحلية بشمول اللاجئين في الخدمات الطبية والرعاية الصحية، وقد اتخذت الحكومة الإيرانية تدابير سخية لإدراج اللاجئين، على مختلف مشاربهم، في خططها الوطنية للتصدي لفيروس كورونا المستجد، من خلال توفير الاختبارات المجانية وتلقي البروتوكول العلاجي واستقبالهم في المستشفيات بصورة مجانية.
و على الرغم من عدم تعرض اللاجئين بشكل كبير للإصابة بفيروس كورونا في عامه الأول مقارنة بالسكان المحليين، إلا أن التأثير الاقتصادي للوباء على حياتهم كان فادحاً. حيث أثّر فقدان الوظائف على معيشة، اللاجئين ما اضطر بعضهم لتسريب أطفالهم من المدرسة وإرسالهم إلى سوق العمل، ولجأ آخرون إلى اقتراض المال أو تخفيض عدد الوجبات الغذائية التي يتناولونها يومياً.
كفلت الحكومة للطفل اللاجئ، أيضاً، حقه في التعليم المجاني، وعملت على استيعاب كافة الأطفال اللاجئين في مدارسها، بغض النظر عما إذا كانوا من اللاجئين المسجلين أو ممن يحملون جواز سفر وطني أفغاني أو لا يحملون أية وثائق. حيث يدرس الأطفال اللاجئون المنهاج الوطني جنباً إلى جنب مع زملائهم الإيرانيين.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن حوالي 600,000 طفل من اللاجئين الأفغان غير الموثقين تم تسجيلهم في المدارس للعام الدراسي 2023م-2024م، بزيادة مطردة عن سنوات سابقة.
ولا يختلف حال السوريين والعراقيين اللاجئين في إيران كثيراً عن نظرائهم من الأفغان، حيث يعيش ما يقرب من مائة وخمسين ألف عراقي في إيران، يُعاملون كما يُعامل الإيرانيون -وفقاً للإحصاءات الرسمية-. كما ويلتحقون بالمدارس والجامعات، وباستطاعتهم العمل في مختلف المهن، غير أنّ أغلب العراقيين هناك اختاروا طريقي التجارة والترجمة للعمل في إيران.
ولا تتوفر إحصاءات دقيقة حول عدد اللاجئين السوريين، إلا أنهم فينتشرون في معظم مناطق جنوب العاصمة طهران، بالإضافة إلى مدينة قم وسط البلاد. حيث يعيشون ويعملون. بل وشكلوا أحياءً خاصة بهم، تعج بالمطاعم والمأكولات العربية والمقاهي الدمشقية.
يعيش حوالي 99% من اللاجئين المسجلين في مناطق حضرية في حين يعيش 1% منهم في 20 مخيماً.
فيما يلي أحدث المقالات التي كتبها صحفيون وأكاديميون مرموقون بشأن موضوع “السكان” و “إيران”. تم نشر هذه المقالات في ملف البلد هذا أو في أي مكان آخر على موقعنا على الإنترنت: