كانت الحكومة المؤقتة التي ألفها الخميني ومؤيدوه عبارة عن ائتلاف زعماء دينيين ووطنيين من أصحاب الآراء المعتدلة فيما يتعلق بالتغييرات الاجتماعية والاقتصادية. تم تعيين مهدي بازارغان رئيساً للوزراء، غير أنه سرعان ما دخل صراعاً مع ميليشيات من الشباب وزعماء دينيين أكثر راديكالية.
خلال سنوات النفي، طور آية الله الخميني مشاعر معادية للولايات المتحدة. وبعد الثورة مباشرة، أملت حكومة بازارغان بـ (إعادة) إقامة روابط دبلوماسية قوية مع الولايات المتحدة، ويعود ذلك جزئياً إلى الحاجة إلى الأسلحة. غير أن المشاعر المعادية للولايات المتحدة تزايدت بعد سقوط الشاه، واستمر الخميني نفسه بخطابه المعادي للولايات المتحدة.
بلغت المشاعر المعادية للولايات المتحدة ذروتها بعد السماح للشاه بدخول الولايات المتحدة للخضوع لعلاج طبي في 1 تشرين الأول/أكتوبر 1980. وفي 4 تشرين الثاني/نوفمبر، قامت مجموعة من الشباب الثوريين، دعوا أنفسهم “الطلبة أتباع خط الإمام”، باقتحام السفارة الأمريكية مطالبين بتسليم الشاه إلى إيران. وكانت عملية الاقتحام هذه بداية أزمة الرهائن التي دامت 444 يوماً.
أصبح “وكر التجسس” – الاسم الذي كان يطلق على السفارة – بؤرة التطرف، وتحولت أزمة الرهائن الأمريكيين إلى أداة مهمة للترويج الإعلامي المعادي للولايات المتحدة، وأدت إلى انهيار الحكومة المؤقتة وقطع العلاقات مع الولايات المتحدة.
بعد استقالة بازارغان في 4 تشرين الثاني/نوفمبر، تولى مجلس الثورة مهام رئاسة الوزراء، إلى حين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وفي 25 كانون الثاني/يناير 1980، جرت الانتخابات الرئاسية الأولى في إيران. وأصبح أبو الحسن بني صدر الرئيس المنتخب الأول لجمهورية إيران الإسلامية. وسرعان ما ازدادت الخلافات بين الفصائل المسلحة المعتدلة وحكومة الثورة.