المقدمة
“كِلُّن يعني كِلُّن”، شعارٌ صدحت به حناجر اللبنانيين في السابع عشر من أكتوبر 2019م ليزعزع أركان النظام السياسي اللبناني، القائم على المحاصصة الطائفية، منذ طوى اتفاق الطائف (1989م) صفحة الحرب الأهلية التي امتدت لنحو 15 عامًا. أسفرت الاحتجاجات الشعبية، ضد الفساد وسوء الإدارة في البلاد، عن استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، زعيم “تيار المستقبل”، الذراع السياسي للمسلمين السنة في لبنان؛ وتم تكليف حسّان دياب رئيساُ لحكومةٍ جديدةٍ وصفها البعض برقعة قماش جديدة على ثوب قديم.
في هذا القسم، نبحر في تاريخ هذه الدولة من حاضره إلى ماضيه، محاولين بذلك سبر أغوار الأحداث الفاصلة التي رسمت حاضر وهويّة لبنان ككيان من عين المؤرّخ.
الجمهورية الثانية (2019 – 1989)
مع نهايات حقبة الحرب الأهلية اللبنانية وإجراء تعديلات دستورية في نوفمبر 1989م، بدأ عهد الجمهورية الثانية برئاسة الماروني رينيه معوض، غير أنه اغتيل بعد أيام من توليه المنصب، بإحدى مناطق السيطرة السورية، آنذاك.
اشتدت حدة التجاذبات السياسية مع رئاسة خَلفهِ الياس الهراوي للبلاد، خاصة في ظل حكومة عمر كرامي التي شُكِّلت برعاية سورية، ووُجِهت برفضٍ من قِبل حزب الله الموالي لإيران.
لقراءة المزيد أنقر هنا.
الاصطفاف الطائفي والحرب الأهلية (1989 – 1970)
بعد انتقال مقر منظمة التحرير الفلسطينية من عمان إلى بيروت على خلفية مواجهات أيلول الأسود 1970م بين الفلسطينيين والجيش الأردني، تباينت المواقف السياسية إزاء العمليات الفدائية التي يشنها الفلسطينيون على إسرائيل. وسرعان ما أدت إلى اصطفاف طائفي تغذيه قوىً إقليمية؛ لم يتمكن الرئيس اللبناني سليمان فرنجية من احتوائه.
لقراءة المزيد أنقر هنا.
ربيع عام 1975م هاجم فلسطينيون إحدى الكنائس، ورداً على ذلك قامت قوات الكتائب بقيادة الماروني بيير الجميِّل بمهاجمة إحدى الحافلات الفلسطينية، فاشتدت الاصطفافات حدةً، وتشكلت ميليشيا عسكرية لكل طائفة دينية. لتبدأ رحى الحرب الأهلية تدور، حاصدة الأرواح حسب طائفتها، أو ما اصطلح على تسميه (القتل على الهوية). وامتدت الحرب الأهلية على مدى خمسة عشر عاماً، تخللها حصار إسرائيلي للعاصمة بيروت صيف عام 1982م. وهذا الحصار امتد لثلاثة أشهر، وانتهى بمجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا.
لقراءة المزيد أنقر هنا.
لم يسلم لبنان من تأثيرات حرب يونيو 1967م بين العرب وإسرائيل. فقد احتلت إسرائيل مزارع شبعا الملاصقة للحدود مع سوريا. كما جلبت الحرب المزيد من اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان الذين استقروا في جنوب البلاد، بالقرب من الحدود الإسرائيلية. وأثبتت القوات المسلحة اللبنانية عجزها عن السيطرة على مخيماتهم.
لقراءة المزيد أنقر هنا.
بين الجمهورية الأولى والانتداب الفرنسي (1970 – 1920)
بعد ولاية كميل شمعون الرئيس الثاني للجمهورية (1952-1958) المتمرد على القومية العربية الناشئة، شهدت فترة ولاية الرئيس فؤاد شهاب (1958-1964) عدداً من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة. من بينها تأسيس مصرف لبنان المركزي، ومحاولة تقليل الاختلالات الشديدة في الدخل. كما طور شهاب المناطق الريفية وأنشأ مؤسسات الضمان الاجتماعي؛ إلا أنه لم يتمكن من تغيير نظام القوانين التي كرّست الطائفية الدينية.
لقراءة المزيد أنقر هنا.
كان لبنان أعلن استقلاله عن فرنسا عام 1946م، وبقي الرئيس الأول للبنان بشارة الخوري في السلطة حتى عام 1952، على خلفية إضرابٍ عامٍ شلّ أركان البلاد. وتسبّب قيام دولة إسرائيل في عام 1948م، إلى جانب الحرب العربية الإسرائيلية اللاحقة، بنزوح ما يزيد على 100,000 لاجئ فلسطيني إلى لبنان، بل وغيرت الخريطة السياسية والديموغرافية للمنطقة بالكامل.
في ظل الانتداب الفرنسي، ضمّ لبنان الكبير المناطق الساحلية، فتغيرت التركيبة السكانية، لكنها بقيت في صالح الطوائف المسيحية بشكل عام. وتم صياغة دستور البلاد، الذي اكتمل عام 1926م. ونص الدستور على أن يكون رئيس الجمهورية مسيحياً مارونياً، في حين يكون رئيس مجلس النواب شيعياً ورئيس الوزراء سُنياً، بينما وزير الدفاع درزياً.
لقراءة المزيد أنقر هنا.
بين هدوء القرن التاسع عشر والمماليك (1900 – 1282)
ساد الهدوء والازدهار جبل لبنان حتى القرن التاسع عشر. وعلى الرغم من بقاء الجبل كملاذ لمختلف الأقليات التي هربت من الاضطهاد، سواء كانت دينية أو عرقية، لكن كان على هذه الأقليات أن تتعايش معاً بطريقة أو بأخرى.
هُزِم المماليك أمام زحف الإمبراطورية العثمانية عام 1516م. وكانت هذه بداية ثلاثة قرون من الهدوء النسبي بين مختلف الطوائف الدينية.
ونظراً لأن المماليك كانوا من السُّنة، فقد كانوا محترسين من المسيحيين –الموارنة خصوصاً– والشيعة الذين كانوا يسكنون تلك البقاع. ومع ذلك، كان للمماليك علاقة طيبة مع مسيحيي البندقية الكاثوليك، فسمحوا بالطوائف المسيحية في لبنان.
لقراءة المزيد أنقر هنا.
لبنان موطن التنوع الديني
عبر التاريخ اتسم لبنان بتنوعه الديني: ففيه عاش اليهود والطوائف المسيحية العديدة والمسلمون. ففي حين تحولت المدن الساحلية إلى الإسلام مع بدايته، فقد بقيت مستقراً لليونانيين والأرمن. كما استقر أتباع علي – الشيعة – بصفة عامة في جنوب البلاد والجبال. أحد فروع المذهب الشيعي الذي انتشر في لبنان وسوريا، خاصة في القرنين التاسع والعاشر للميلاد، المذهب الإسماعيلي، الذي أتت به السلالة الفاطمية معها من مصر. وينحدر الدروز، الذين يشكلون جزء أساسياً من الفسيفساء اللبنانية، عن فرع منشق عن المذهب الإسماعيلي، وترجع أصوله أيضاً إلى مصر.
وتمثل المنطقة الساحلية للبنان الحالي جزءً هاماً من أرض كنعان القديمة، والتي كانت تمتد من أوغاريت (رأس شمرا الحالية) الواقعة في شمال سوريا، على طول الساحل ووادي نهر أورونتي، وصولاً إلى عكا. وكانت المدن الواقعة على الساحل اللبناني الحالي، مثل طرابلس وجبيل وبيروت وصيدا وصور، مدناً فينيقية شهيرة، وكانت كلٌّ منها تنعم بالاستقلال.
لقراءة المزيد أنقر هنا.