المقدمة
ارتبطت الحضارة المصريّة بنهر النيل، حيث استقرت القبائل البدوية على ضفافه؛ مما أدى في نهاية المطاف إلى ظهور دولتين منفصلتين: مصر العليا، ما يُعْرَف اليوم بالقاهرة في الجنوب؛ ومصر السفلى، المعروفة حالياً باسم الدلتا.
يُقال أنّ الحاكم المصري نارمر – حدده بعض الخبراء على أنه الملك مينوس الأسطوري – هو الذي دمج الدولتين حوالي عام 3100 قبل الميلاد وأقام عاصمته في ممفيس، التي تبعد 25 كم جنوبي ما تعرف اليوم بالقاهرة. أدخل نارمر وخلفاؤه عهد الحضارة غير المسبوقة للمصريين القدماء. وعلى مدى ثلاثة آلاف سنة، حكم البلاد أكثر من ثلاثين سلالة.
بنى الفرعون “زوسر” والمهندس المعماري الشهير “إيمحوتب” أول هرم مدرّج في سقارة في القرن 27 قبل الميلاد. وفي العصور التالية، أصبح بناء الأهرامات كقبور للفراعنة أكثر دقة، وأدى ذلك في نهاية المطاف إلى بناء هرم خوفو الأكبر على هضبة الجيزة، إحدى عجائب الدنيا السبع من العالم القديم، والتي لا تزال قائمة.
المملكة الوسطى
الحاكم المصري منتوحوتب الثاني (2055-2004 BCE)أعقب الحكم الموحد للمملكة القديمة قرون من التنافس والاضطراب والفوضى. عام 2050 قبل الميلاد، استطاع “نب حبت رع منتوحوتب الثاني” توحيد كامل البلاد وإقامة المملكة الوسطى. وأعاد فتح طرق التجارة واستئناف الحملات العسكرية إلى بلاد النوبة وليبيا وسيناء. وأطلقت الأجيال اللاحقة بعثات استكشافية وصلت حتى بلاد البنط وما يُعْرَف اليوم بإثيوبيا والصومال. في البداية، أعيد إنشاء العاصمة في ممفيس، ولكن في وقت لاحق أصبح المركز الإداري في الفيوم، وهي واحة جنوب غرب القاهرة في الوقت الحاضر.
المملكة الجديدة
فقد الفراعنة السيطرة على النوبة والدلتا لصالح الهكسوس الذين كانوا على الأرجح من نسل العبيد الذين تم جلبهم في أواخر المملكة الوسطى. طرد أحمس الأول الهكسوس من مصر حوالي 1550 قبل الميلاد وأقام المملكة الجديدة التي تميزت بالاستقرار والثروة والتوسع. كانت طيبة، الأقصر حالياً، عاصمة المملكة الجديدة. وأقيمت المعابد والمقابر والتماثيل رمزاً للسطان الإلهي للفراعنة.
في نهاية المطاف، استسلمت مصر لضغوط متزايدة من الغزاة الأجانب وعدم الاستقرار الداخلي. كما غزا الفرس مصر عام 525 قبل الميلاد وتمكنوا من السيطرة على البلاد. تم تأسيس مدينة بابل الجديدة في مصر بالقرب من ممفيس، المعروفة اليوم باسم القاهرة القبطية. وظلت البلاد تحت سيطرة الفرس حتى 332 قبل الميلاد.
رمسيس الثاني (1279-1213) قبل الميلاد
ربّما يكون رمسيس الثاني (“الكبير”) الفرعون الأكثر شهرة في التاريخ المصري. ومن المعروف عن هذا الحاكم الثالث من الأسرة الحاكمة التاسعة عشر أنه كان أكثر الملوك المحاربين نجاحاً. وتشهد الكثير من المعالم الأثرية والتماثيل والمعابد، التي تم الإستيلاء على العديد منها من حكام سابقين، على عظمة رمسيس. تحيي الكتابات الهيروغليفية والزخارف الموجودة على الجدران الحجرية التي لا تعد ولا تحصى ذكرى معركته ضد الحيثيين، المعروفة باسم معركة قادش. ولكن هذه الآثار، التي بات كثير منها من المعالم السياحية الرئيسية، ليس فقط دليلاً على عظمة رمسيس، وإنما أيضاً على خصائص تميز المصابين بجنون العظمة. ويُعتَقد أن رمسيس الثاني بلغ سن 90 من العمر.
البطالمة
بعد هزيمة إمبراطورية الفرس من قبل الإسكندر الأكبر، أصبحت مصر تحت حكم الإغريق. ومع أن الإسكندر بقي فترة وجيزة في مصر، ألا أنّه ترك أثراً عميقاً؛ حيث أسس مدينة الإسكندرية على ساحل البحر المتوسط، والتي ظلت مركزاً عالمياً للعلوم لعدة قرون.
بعد وفاته، اقتسم جنرالاته الإمبراطورية، فكانت مصر من نصيب بطليموس، الأول من سلالة البطالمة التي حكمت مصر في 332 قبل الميلاد. فأصبحت اليونانية اللغة الرسمية في البلاد، وانعكست الأفكار الإغريقية في الفن والدين والتكنولوجيا.