وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تاريخ مصر

تاريخ مصر
مؤيدو السيسي في ميدان التحرير وسط القاهرة في حزيران يونيو2014 Photo HH

المقدمة

تعد مصر مهداً للكثير من الحضارات والممالك عبر العصور. ولها أقدم تاريخ مدون في العالم، وينقسم إلى عصرين: عصر ما قبل التاريخ، والعصر التاريخي الثاني.

في عصر ما قبل التاريخ، استقر المصري الأول في وادي النيل (حوالي 6000 ق.م) حين عرف الزراعة، واستأنس الحيوان.

تكونت في مصر دولتان، الدلتا والصعيد، ما لبثا أن اتحدتا عام 3100 ق.م تحت سلطة مركزية يرأسها الفرعون. كان ذلك بفضل (مينا) موحد القطرين.

في العصر التاريخي الثاني (عصر الأُسرات) عُرفت الكتابة، وتبلورت مظاهر الدين والفن.

وينقسم العصر التاريخي الثاني إلى  30 أسرة ملكية وثلاث دول وهي:

العصر العتيق (الأُسرتان الأولى والثانية) هو عصر إقرار الوحدة السياسية، وإرساء أسس الحضارة المصرية على قواعد صلبة.

الدولة القديمة: الأُسرات 3-6 (2690-2180 ق.م)، عصر الأمن الداخلي الكامل، حيث تمكنت مصر أن تصل إلى قمة مجدها في علوم الطب والفلك والهندسة. كما أنه عصر بناة الأهرام. تبعه عصر الاضمحلال الأول في ظل الأُسرات 7-10.

الدولة الوسطى: الأُسرات 11-14 (حوالي 2060-1710 ق.م)، عصر السياسة الخارجية، وفيه سيطر الملوك على النوبة السفلى، ونفذوا مشروعات الري الضخمة. تلاه عصر الاضمحلال الثاني في ظل الأُسرات 15-17.

الدولة الحديثة: الأُسرات 18-20 (حوالي 1580-1085 ق.م)، عصر الإمبراطورية، وخلالها مدت مصر سيادتها من شمال سوريا وبلاد النهرين إلى الشلال الرابع في السودان. وحيث طيبة عاصمة لهذه الإمبراطورية، ففيها شُيدت أعظم المعابد وأروع المقابر.

وفي مواجهة غزو الآشوريين، ثار المصريون، وحرروا بلادهم من سيطرتهم؛ بقيادة بسماتيك الأول الذي أسس الأسرة 26 (حوالي 663-529 ق.م)، وأعاد لمصر قوتها وبدأ عصر النهضة.

ومع استيلاء الفرس على البلاد، نجحت بعض الشخصيات القوية في طردهم، ولكنهم عادوا في ظل الأسرات 27-30. وانتهى تاريخ الفراعنة مع غزو الإسكندر المقدوني لمصر، وطرْد الفرس عام 332 ق.م.

المقدونية والبطلمية في مصر

بعد وفاة الإسكندر أسس “بطليموس” -أحد قُوَّاد الإسكندر- حُكم البطالمة في مصر (332-30 ق.م)، وظلت دولة البطالمة قوية في عهد ملوكها الأوائل إلى أن حل بها الضعف نتيجة ثورة المصريين ضدهم.

استغلت روما هذه المنازعات لبسط نفوذها على مصر، فقضت على البطالمة عام 30 ق.م في ظل حكم الملكة كليوباترا.

أصبحت الإسكندرية في عهد البطالمة مركزاً للحضارة، والميناء الأول في البحر المتوسط، بفضل منارتها الشهيرة (إحدى عجائب الدنيا السبع).

أنشأ البطالمة جامعة الإسكندرية، وبفضلها كان التوصل إلى حقائق علمية عن دوران الأرض حول الشمس، وتقدير محيط الكرة الأرضية. كما تم إنشاء مكتبة الإسكندرية التي تعد أعظم مكتبة في العالم.

مصر الرومانية والبيزنطية

احتل الرومان مصر عام 30 ق·م وأصبحت إحدى ولاياتها، بل أثمن ممتلكات الإمبراطورية الرومانية لموقعها الجغرافي الفريد وخصوبة أرضها ذات الإنتاج الوفير.

وأصبحت العاصمة المصرية الإسكندرية أكبر مركز تجارى وصناعي في شرق البحر المتوسط في مصر وثاني مدن الإمبراطورية الرومانية.

بدأ العهد البيزنطي عام 323م مع تولي قسطنطين الأول الحكم، وكان أول إمبراطور مسيحي للإمبراطورية الرومانية. وفي مايو 330 تأسست القسطنطينية (اسطنبول حاليًا) كعاصمة إمبراطورية ونظيرة شرقية لروما نفسها.

شهد العهد البيزنطي نهضة للعمارة القبطية بروح الفن الفرعوني؛ واكتملت حلقة من حلقات الفن المتصلة بين الحضارة الفرعونية والحضارة اليونانية والرومانية بمصر. وتعد الكنائس التي شُيدت في القرن الخامس امتداداً لهذا الفن.

الإسلام

فتح المسلمون مصر في عهد الخلافة الراشدية بين عامي 639 و646م. وبعد ذلك، خضعت مصر لحكم الأمويين (661-750)، والعباسيين (750-935)، والطولونيين (868-905)، والإخشيديين (935-969) والفاطميين (969-1171)، والأيوبيين (1171-1250) والمماليك (1250-1517). وشهدت مصر خلال الحكم الإسلامي نهضة شاملة في العمران والفنون الزخرفية، وتمثلت نهضتها في أول عاصمة إسلامية في مصر وهي مدينة “الفسطاط” وبها جامع عمرو بن العاص. ويعد مقياس النيل بجزيرة الروضة أقدم أثر مصري إسلامي والذي أنشأه الخليفة العباسي المتوكل بالله عام 861م.

تقدمت العمارة الإسلامية في العهد الفاطمي ويعد الجامع الأزهر من أشهر فنون العمارة الفاطمية في مصر. وكذلك العصر الأيوبي ومن أشهر معالمها “قلعة صلاح الدين” وتمثل هذه القلعة العمارة الإسلامية منذ الدولة الأيوبية حتى عصر “محمد على“.

كما ترك المماليك ثروة فنية تمثلت في المساجد والقباب ودور الصوفية والقصور والمدارس والقلاع.

مع هزيمة العثمانيين للمماليك في الفترة ما بين 1516 و1517، تحوّلت مصر إلى إيالة “وحدة إدارية عثمانية” تابعة لإسطنبول. مرة أخرى، تم استغلال البلاد كمصدر للضرائب لصالح الإمبراطورية، وكقاعدة للتوسع. وتخلل فترة الحكم العثماني لمصر، الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت (1798-1801م).

في العام 1882 سيطرت القوات البريطانية على مصر، وأعلنتها محمية بريطانية عام 1914. وعلى الرغم من إعلان الاستقلال عام 1922 إلا أن السيطرة البريطانية على مصر استمرت حتى عام 1952.

أطاحت حركة الضباط الأحرار بالملكية في 23 يوليو 1952، وأعلنت مصر جمهورية ونُصِّب الضابط محمد نجيب رئيسًا للجمهورية.

بعد عامين نُصِّب الضابط جمال عبد الناصر، رئيسًا، وشهدت فترة رئاسته العديد من الأحداث، من بينها إعادة توزيع ملكية الأراضي الزراعية (1954)، تأميم قناة السويس (1956)، حرب الأيام الستة (1967).

توفي عبد الناصر ليخلفه محمد أنور السادات عام 1970. شن السادات حربًا على إسرائيل بالتعاون مع سوريا أكتوبر 1973، ثم عقد اتفاق سلام معها عام 1978. تم اغتياله في أكتوبر 1981 على أيد جماعات إسلامية.

اعتلى محمد حسني مبارك سدة الرئاسة في العام ذاته، إلى أن تم الإطاحة به بثورة شعبية عام 2011. فخلفه مرشح التيار الإسلامي محمد مرسي عام 2012، وبعد عام تم الإطاحة به من قبل الجيش.

تولى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي سدة الحكم منذ ذلك الحين.

Advertisement
Fanack Water Palestine