وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

ثورة 25 يناير 2011

القتال خلال أزمة 2011
القتال خلال أزمة 2011

صورة مبارك في القاهرة / Photo Shutterstock
صورة مبارك في القاهرة / Photo Shutterstock

ساحة التحرير في أيلول/سبتمبر 2011 Photo Shutterstock
ساحة التحرير في أيلول/سبتمبر 2011 Photo Shutterstock

أثارت العديد من العوامل الاستياء من نظام مبارك. فمع أن التغييرات الحاصلة في السياسة الاقتصادية والتحرير الجزئي للاقتصاد حسّنت نمو إجمالي الناتج المحلي السنوي، إلا أنها لم تحظَ بشعبية كبيرة، لا سيما وأن معظم فوائد هذا النمو حصدته مجموعة صغيرة من رجال الأعمال المقربين من الحكومة. وكان التضخم المرتفع ينهك الناس، كما الفساد المستشري في الحكومة الذي وصل ذروته خلال انتخابات 2010.

وانكشفت وحشية الشرطة بعد تسرّب أفلام فيديو على يوتيوب تُظهِر رجال الشرطة وهم يقومون بتعذيب مشتبه بهم والقصة الشهيرة عن مصرع شاب من الاسكندرية يدعى خالد سعيد جراء ضربه حتى الموت من قبل عناصر الشرطة؛ بررت الشرطة عملها باتهامه، بعد وفاته، بأنه تاجر مخدرات. وتحولت أعمال الشغب الطائفية إلى عنيفة، خاصة بعد الهجوم الإرهابي على كنيسة القديسين في الإسكندرية ليلة رأس السنة الجديدة 2010-2011؛ وكان هناك شعور متزايد بأن قوات الأمن كان لها يد في هذا الحدث كوسيلة لتبرير استمرار حالة الطوارئ.

تفاقمت الأمور اثر محاولة مبارك تسليم السلطة لابنه جمال، وهو رجل أعمال ثري ذو سمعة مشبوهة، شغل منصب الأمين العام المساعد وأمين السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، وله حضور قوي في النظام. كما تعتبر المظاهرات المتواصلة لحركة كفاية، وفي وقت لاحق، حركة 6 أبريل، إضافة إلى إضرابات عمال النسيج، خاصة في مدينة المحلة الكبرى، كقوى دافعة وراء الثورة؛ كما دعمت فصائل أخرى، اليسارية بشكل رئيسي، هذه المظاهرات. كما استلهمت الثورة من الانتفاضة الناجحة التي اسقطت نظام زين العابدين بن علي (مواليد 1936) في تونس.

يناير 2011

بدأت الثورة في يوم الشرطة، 25 يناير 2011، بسلسلة من المظاهرات السلمية في القاهرة، والتي كانت تهدف في الأصل إلى لفت الانتباه إلى وحشية الشرطة. وسرعان ما تطوّرت المظاهرات إلى احتجاجات حاشدة ضد الحكومة من جميع الأطياف، في القاهرة وغيرها من المدن الرئيسة في مصر، وأبرزها الإسكندرية و مدينة السويس، حيث كانت الاحتجاجات عنيفة حوّلت المدينة إلى ساحة معركة مشتعلة في 27 كانون الثاني/يناير.

ثم أصبحت مطالب المحتجين أكثر جرأة، وكانت الهتافات الرئيسية: “الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية” و “الشعب يريد إسقاط النظام”. استخدمت الشرطة وقوات الأمن الداخلي قوة وحشية لم يسبق لها مثيل في الأيام التالية، خاصة يوم 28 كانون الثاني/يناير، والذي أصبح يعرف باسم “جمعة الغضب”. ثم تم استدعاء الحرس الجمهوري والجيش في ليل 28 كانون الثاني/يناير حيث وقع المزيد من القتال.

بعد أن احتل المتظاهرون ميدان التحرير في القاهرة، شرعوا يطالبون بعزل مبارك؛ أدلى الرئيس بتنازلات لا يمكن تخيّلها في محاولة للبقاء في منصبه. فحلّ البرلمان وعيّن عمر سليمان رئيساً للأجهزة الأمنية ونائباً له. ولكن هذه التنازلات لم تهدئ المتظاهرين، ولم يتمكّن الجيش أن يقرر أي مسار يسلك.

على سبيل المثال، لم يتدخّل الجيش عندما تعرض المتظاهرون مرة أخرى إلى هجوم وحشي، وهذه المرة من قِبَلِ عناصر شرطة في ملابس مدنية وبلطجية استأجرتهم الحكومة في 2 شباط/فبراير، في ما يُعْرَفُ حالياً بـ “موقعة الجمل” (على اسم البلطجية، وهم من راكبي الجمال الذين يعملون في منطقة الأهرام، والمدفوعين من الحكومة ليشاركوا في الهجوم).

بعد أن أثارت خطابات مبارك غضب الحشود وفشلت المحادثات مع شخصيات المعارضة، أدلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة (SCAF) بأول بيان له في 10 شباط/فبراير، موضحاً أن الجيش قد استولى على الحكم. وبعد 18 يوماً من المظاهرات المتزايدة، أعلن الرئيس مبارك (83 سنة) في 11 شباط/فبراير 2011 ، وبعد 30 عاماً في المنصب، أنه سيتنحى ويسلّم السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة. فكان هذا انتصاراً كبيراً آخر لما أصبح يعرف باسم “الربيع العربي” المتمثّل بالثورات الشعبية ضد الحكم الاستبدادي في عدد من الدول العربية.

Advertisement
Fanack Water Palestine