وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

التدخل السوري في لبنان (1976)

التدخل السوري في لبنان (1976)
جنود سوريون أعضاء في قوة “الخوذ الخضراء” العربية المشتركة لحفظ السلام في لبنان، على رأس دبابة روسية الصنع ، يتخذون مواقعهم في 15 تشرين الثاني / نوفمبر 1976 في بيروت. في أوائل يونيو 1976 ، شنت سوريا غزوًا واسع النطاق للبنان رسميًا لإنهاء الحرب الأهلية واستعادة السلام ، ولكن بشكل غير رسمي، أصبح واضحًا، لسحق الفلسطينيين. (Photo by XAVIER BARON / AFP)

على مدى عام 1975، بقي القتال، مع كونه عنيفاً، مقتصراً إلى حد كبير على اشتباكات بين الكتائب (المارونية) والفصائل الفلسطينية وحلفائها (الدروز
في ذلك الوقت). ومنذ أوائل عام 1976، تصاعد العنف إلى حرب أهلية فعلية. وفي شباط/فبراير، نفذ الفلسطينيون مذبحة لسكان بلدة الدامور الساحلية التي يشكل المسيحيون أغلبية سكانها، وذلك ردًّا على مذبحة أخرى نفذتها ميليشيا الكتائب قبل ذلك ببضعة أيام في ضاحية الكرنتينا في بيروت، والتي تسكنها غالبية مسلمة. وقد كانت واقعة الدامور نقطة تحول في ميزان القوى بين الفلسطينيين والموارنة، وذلك لصالح الفلسطينيين بشكل واضح.

خشي الرئيس السوري حافظ الأسد من انتصار “اليسار”، والذي كان سيؤدي إلى تورط إسرائيل بشكل مباشر في الحرب الأهلية. وبطلب من الرئيس اللبناني، الذي كان ينتمي إلى “اليمين”، وبموافقة الولايات المتحدة الأمريكية والجامعة العربية، دخلت القوات السورية إلى لبنان في ربيع عام 1967. وبذلك أتاحت دمشق الفرصة للموارنة باستعادة قوتهم. وفي النهاية، أدى ذلك إلى تصفية حساب مع منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات – والذي كان الخاسر.

في جنوب لبنان، وتحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، تم وضع ما يسمى بـ “الخط الأحمر” كحد فاصل بين القوات الإسرائيلية ومنطقة النفوذ السوري، مما أكد بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه. وتصادف مرور هذا الخط الأحمر بنهر الليطاني، والذي لا يجوز لأي من الجانبين تجاوزه. في أيار/مايو عام 1976، وفي ظل ظروف مثيرة للجدل، تم انتخاب رئيس جديد للبنان، الياس سركيس، والذي قيل أنه موالٍ لسوريا، مع أنه في نهاية المطاف وقف إلى جانب الكتائب وإسرائيل.
وفي تشرين الأول/أكتوبر من نفس العام، عُقدت قمة الرياض (المملكة العربية السعودية)، حيث تم التوقيع على وقف إطلاق النار. لكن الميليشيات رفضت نزع سلاحها، واستمر العنف.

Advertisement
Fanack Water Palestine