وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الحرب الأهلية اللبنانية (1970 – 1975)

فندق هوليداي إن: رمز مقدس للحرب الأهلية اللبنانية
فندق هوليداي إن: رمز مقدس للحرب الأهلية اللبنانية

في تشرين الثاني/نوفمبر 1969، تم التوقيع على اتفاق في القاهرة بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات زعيم منظمة التحرير الفلسطينية والجنرال إميل البستاني، قائد القوات المسلحة اللبنانية، تحت رعاية الرئيس المصري جمال عبد الناصر. وقد نص اتفاق القاهرة على السماح للجماعات الفلسطينية المسلحة بالإقامة في مناطق معينة في جنوب لبنان والمشاركة في المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، وذلك “وفقاً لمبادئ سيادة لبنان وأمنه”. وكان الهدف من ذلك وضع حد للاشتباكات بين الجيش اللبناني والجماعات الفلسطينية المسلحة.

بعد مضي ما يقرب من عِقدين، تم الإعلان عن إلغاء هذا الاتفاق، وذلك بموجب القرار الذي اعتمده مجلس النواب اللبناني، والذي صدر في 21 مايو/أيار 1987، ونُشِرَ بعد ذلك في الجريدة الرسمية، ولكن لم يكن لهذا القرار أي تأثير على الإطلاق: بقي الاتفاق ساري المفعول ضمنياً، طالما لا تدخل القوات المسلحة اللبنانية المخيمات الفلسطينية.

بعد مرور عام على عقد اتفاق القاهرة، وتحديداً في أيلول/سبتمبر 1970، وقعت مواجهة طويلة ودموية بين المجموعات الفلسطينية المسلحة والجيش الأردني – تعرف باسم “أيلول الأسود” – أدت إلى طرد تلك المجموعات، حيث اضطرت منظمة التحرير الفلسطينية إلى نقل مقرها إلى بيروت. وتبعها الكثير من اللاجئين والفدائيين. وساءت الأوضاع في لبنان. حيث أثبت الرئيس اللبناني الجديد سليمان فرنجية، المنتخب عام 1970، عجزه عن توحيد الطوائف اللبنانية المختلفة، بل وعما هو أقل من ذلك، إذ أنه كان يُنظر إليه كحليف للكتائب (مع أن فرنجية كان حليفاً للكتائب في بادئ الأمر، إلا أنه في وقت لاحق تقاتلت الحركتان مع بعضها البعض، حيث قامت مجموعة من القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، خليفة بشير الجميّل بعد موته العنيف في صيف 1982، بقتل ابنه طوني فرنجية وزوجته وأولاده في بيتهم).

في غضون ذلك، أدت غارات الفلسطينيين المستمرة على شمال إسرائيل إلى عمليات انتقامية، والعكس صحيح. كان لبنان قد أصبح بلداً مخففاً للصدمات، ومني بضربات من الجانبين. وكان قسم كبير من الرأي العام اللبناني – وتحديداً في صفوف الموارنة – يعتبر الوجود الفلسطيني في لبنان “دولة داخل الدولة”، وخطيراً بسبب الهجمات الإسرائيلية. في حين أظهر البعض الآخر – خاصة في بعض المجموعات اليسارية – تضامنه مع الصراع الفلسطيني، بل وحارب البعض في صفوفهم. وقد أججت حربُ أكتوبر 1973 (المعروفة أيضاً باسم حرب رمضان أو يوم الغفران) هذه المشاعر.

Advertisement
Fanack Water Palestine