وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006

عُرف الصراع العسكري الذي استمر لمدة 34 يومًا في عام 2006، والذي شارك فيه لبنان وإسرائيل ومرتفعات الجولان، باسم حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006.

حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006

في منتصف عام 2000، اضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من معظم أراضي جنوب لبنان بسبب الخسائر المتصاعدة التي تجرعتها على يد حزب الله. عام 2000، غادر آخر الجنود الإسرائيليين الأراضي اللبنانية – رغم أن حزب الله مازال يطالب بمزارع شبعا بوصفها أرض لبنانية لا تزال تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي.

ظل الوضع في منطقة الحدود متوتراً بعد ذلك. بينما كان حزب الله يتحرك في التلال والقرى جنوب الحدود، اعتقدت إسرائيل أنها في مأمن بفضل ما لديها من تكنولوجيات الدفاع الحدودية الفائقة، والمدعمة بأحدث أجهزة الاستشعار الذكية ومحطات الأسلحة الأوتوماتكية والدوريات الدائمة. ولكن لطالما أثبتت الحرب أنه ليس من المحبذ الاعتماد على الأنظمة الآلية المتطورة وحسب؛ فمن الخطأ التقليل من شأن إبداع العقل البشري الذي له من الحيلة ما لا تصل إليه الآلة البكماء. وعام 2006، استهانت إسرائيل بحزب الله.

عام 2005 أعلن الجنرال دان حالوتس، أعلى سلطة عسكرية إسرائيلية، عن مبدأ قواته المسلحة: “نريد أن نكون أول من يعرف، وأول من يفهم، وأول من يقرر، وأول من ينفذ”. ووفق “مفهوم العمليات” هذا، أصبح بإمكان جيش الدفاع الإسرائيلي اختيار الوقت والمكان للتدخل بحزم ضد جميع الأعداء، بما في ذلك حزب الله. وقال حالوتس: ” يتيح لنا التدريب والتكنولوجيا فرصة شن الهجوم على الإرهابيين وقائياً بمجرد اقترابهم من الحدود اللبنانية”.  أظهرت تصريحات حالوتس قدراً كبيراً من الثقة.

حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006

في منتصف عام 2000، اضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من معظم أراضي جنوب لبنان بسبب الخسائر المتصاعدة التي تجرعتها على يد حزب الله. عام 2000، غادر آخر الجنود الإسرائيليين الأراضي اللبنانية – رغم أن حزب الله مازال يطالب بمزارع شبعا بوصفها أرض لبنانية لا تزال تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي.

ظل الوضع في منطقة الحدود متوتراً بعد ذلك. بينما كان حزب الله يتحرك في التلال والقرى جنوب الحدود، اعتقدت إسرائيل أنها في مأمن بفضل ما لديها من تكنولوجيات الدفاع الحدودية الفائقة، والمدعمة بأحدث أجهزة الاستشعار الذكية ومحطات الأسلحة الأوتوماتكية والدوريات الدائمة. ولكن لطالما أثبتت الحرب أنه ليس من المحبذ الاعتماد على الأنظمة الآلية المتطورة وحسب؛ فمن الخطأ التقليل من شأن إبداع العقل البشري الذي له من الحيلة ما لا تصل إليه الآلة البكماء. وعام 2006، استهانت إسرائيل بحزب الله.

عام 2005 أعلن الجنرال دان حالوتس، أعلى سلطة عسكرية إسرائيلية، عن مبدأ قواته المسلحة: “نريد أن نكون أول من يعرف، وأول من يفهم، وأول من يقرر، وأول من ينفذ”. ووفق “مفهوم العمليات” هذا، أصبح بإمكان جيش الدفاع الإسرائيلي اختيار الوقت والمكان للتدخل بحزم ضد جميع الأعداء، بما في ذلك حزب الله. وقال حالوتس: ” يتيح لنا التدريب والتكنولوجيا فرصة شن الهجوم على الإرهابيين وقائياً بمجرد اقترابهم من الحدود اللبنانية”.  أظهرت تصريحات حالوتس قدراً كبيراً من الثقة.

كمين حزب الله

يتيح لنا التدريب والتكنولوجيا فرصة شن الهجوم على الإرهابيين وقائياً بمجرد اقترابهم من الحدود اللبنانية”.  أظهرت تصريحات حالوتس قدراً كبيراً من الثقة.
غير أن هذه الثقة انهارت مع تمكن مغاوير حزب الله في 12 تموز/يوليو عام 2006 من اختراق حاجز التكنولوجيا الفائقة على الحدود اللبنانية وتخريب إحدى الكاميرات. وعندما اقتربت دورية إسرائيلية تم استدعاؤها من جهاز الاستشعار العاطل، انطبق الفخ. ولقي ثمانية جنود إسرائيليين مصرعهم في الكمين وأسر اثنين آخرين.

بعد أحداث هذا الكمين، أشار المعلقون العسكريون الإسرائيليون إلى أن الحدود ذات التكنولوجيا الفائقة كانت بمثابة ‘خط ماجينو’، وأن القوات المسلحة الإسرائيلية كانت تثق بها أكثر من اللازم. ولم يقتصر هذا “التفاؤل التقني” على وسائل الدفاع على الحدود وحسب، بل امتد أيضاً إلى برنامج الصياد (Tzayad)، الرقمنة الكاملة للجيش. وشكا جنرالات إسرائيل أن الميزانية المخصصة لمثل هذه البرامج الوهمية دائماً ما تكون على حساب تمويل البرامج التدريبية العادية.

ردة الفعل الإسرائيلية

من وجهة نظر تكتيكية، يُعد هذا الكمين الذي نفذه حزب الله نجاحاً. وقد تلاه المزيد. فعلى سبيل المثال، واجهت وحدة المشاة الإسرائيلية النخبة Egoz (البذرة، بالعربية)، المتخصصة بحرب العصابات، مقاومة شديدة عندما عبرت الحدود تحت جنح الظلام لاحتلال بلدة بنت جبيل. ومن الواضح أن مقاتلي حزب الله كانوا أيضاً مزودين بنظارات للرؤية الليلية، مما أتاح لهم تتبع صفوف الجنود الإسرائيليين مع اقترابهم. واستغرق الاستيلاء على القرية ثلاثة أيام رغم أنها على بعد بضعة كيلومترات من الحدود. وقد استخدم حزب الله الصواريخ المضادة للدبابات على نطاق واسع، وألحقوا أضراراً بدبابات ميركافا الإسرائيلية، التي يعتبرها بعض المحللين الأفضل في العالم.

لم يلبث أن بدأ الرد الإسرائيلي العنيف. فشرع سلاح الجو الإسرائيلي في قصف معقل حزب الله في بيروت. وتحولت المناطق المجاورة إلى أنقاض. وتمكنت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من تحديد موقع أكبر مَنصّات إطلاق الصواريخ العائدة لحزب الله. وتمكنت طائرات من طراز F-16 وF-15 من تدمير هذه المنصات في مرحلة مبكرة. ولم تسقط صواريخ في قلب إسرائيل.

في مثال آخر على عدم استعداد إسرائيل، لم تتمكن القاذفات المقاتلة، والرادارات المضادة للمدفعية، والمدفعية، والمركبات الجوية بدون طيار، من إيقاف أو حتى التصدي  لوابل الصواريخ الأصغر التي وصلت إلى الأراضي الإسرائيلية، والتي بلغت أكثر من 200 في اليوم – حتى المرحلة الأخيرة من الحرب. وانفجر معظمهما دون التسبب بأضرار. لكن عدة آلاف مواطن إسرائيلي هربوا إلى الأجزاء الجنوبية من البلاد، نتيجة الهجمات الصاروخية.

مازال الجدل قائماً حول إذا ما كانت جرأة حزب الله قد حققت نجاحاً استراتيجياً. وبعد وقف إطلاق النار (14 آب/أغسطس)، ثبت أن 250 من مقاتلي حزب الله لقوا مصرعهم، وليس أقل من 1200 من المدنيين اللبنانيين. وأصيبت البنية التحتية بأضرار جسيمة. كما لقي 121 إسرائيلي مصرعهم.

عودة إلى الأعلى

Advertisement
Fanack Water Palestine