وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

بشار الأسد (منذ 2000)

صور بشار الأسد
صور الرئيس بشار الأسد في كل مكان Photo HH

توفي الرئيس حافظ الأسد في 10 حزيران/يونيو عام 2000، بعد حوالي 30 سنة في السلطة. وكان قد اختار ابنه البكر باسل ليخلفه، إلا أنه توفي في حادث سيارة في كانون الثاني/يناير عام 1994. عندها التفت حافظ الاسد إلى ابنه الثاني بشار، الذي كان يدرس طب العيون في لندن. تم استدعاء بشار إلى دمشق، حيث تمت تهيئته ليصبح ضابطاً في الجيش. ينص الدستور السوري لعام 1973 على أنه يجب ألّا يقل عمر الرئيس عن 40 سنة.

لكن في نفس يوم وفاة حافظ الأسد، وافق مجلس الشعب بالإجماع على إجراء تعديل على الدستور يسمح بأن يكون عمر الرئيس 34 عاماً، وهو بالضبط عمر بشار الأسد في ذلك الوقت. وفي 17 حزيران/يونيو عام 2000، تم انتخابه أميناً عاماً لحزب البعث. وبعد عشرة أيام، وافق البرلمان، بالإجماع مرة أخرى، على ترشيحه رئيساً للبلاد. وفي 10 تموز/يوليو عام 2000، فاز بشار بـ 97,3% من الأصوات في استفتاء وطني على ترشيحه (مقارنة مع 98,9% فاز بها والده في استفتاء شباط/فبراير عام 1999)، وأصبح رئيساً في 17 تموز/يوليو عام 2000. وفى كانون الأول/ديسمبر عام 2000، تزوج بشار الأسد من السيدة أسماء الأخرس، وهي مواطنة بريطانية من أصل سوري كان قد التقى بها أثناء دراسته في لندن.

لم يسيطر بشار الأسد، ذو الشخصية المترددة، على النظام كما فعل والده، ومارس أفراد آخرون من عائلة الأسد نفوذاً كبيراً بطريقة ما كانوا ليقوموا بها في عهد حافظ الأسد.

في الأشهر الأخيرة من حكم حافظ الأسد، تسامح النظام، مع الحفاظ على قبضة حديدية على السلطة، مع بعض النقاش حول السياسة الاقتصادية. في الأشهر الستة الأولى من حكم بشار الأسد، والتي أطلق عليها اسم “ربيع دمشق”، أعطى هذا التلطيف للأجواء السياسية قوة دافعة. فأصدرت مجموعات المجتمع المدني المتشكلة حديثاً بيانات تدعو إلى الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وفي جميع أنحاء البلاد، تأسست المئات من مجموعات النقاش السياسي المعروفة باسم “منتديات المجتمع المدني”، كانت معظمها تعقد في بيوت خاصة.

فقرعت السلطات ناقوس الخطر، واعتباراً من كانون الثاني/يناير عام 2001، تغيرت الأحوال. وبدأ النظام يتهم نشطاء المجتمع المدني على أنهم عملاء لدول أجنبية وتقويض الوحدة الوطنية. وتم إغلاق منتديات المجتمع المدني واعتقال الناشطين القياديين، ومن أبرزهم اثنين من الأعضاء المستقلين في البرلمان: رياض سيف ومأمون الحمصي؛ وزعيم الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي المحظور رياض الترك؛ وأستاذ الاقتصاد عارف دليلة. وفي أواخر صيف عام 2001، تحوّل ربيع دمشق إلى شتاء.

قام بشار الأسد بتحرير الاقتصاد إلى حد ما، سامحاً بفتح سوق الأوراق المالية الأول من نوعه في البلاد، وأولى البنوك والجامعات والمؤسسات الإعلامية الخاصة. مع الحفاظ على هيمنة الدولة على الاقتصاد؛ واعتمد نجاح أصحاب المشاريع الخاصة على  علاقات وثيقة – غالباً عن طريق الرشوة – مع شخصيات رئيسية في النظام أو من عائلة بشار الأسد. ولم تكن السوق الحرة رأسمالية حقيقية، وإنما رأسمالية المحاباة (المحسوبية). ولم تزدهر سوى الطبقة الوسطى الصغيرة، والمتنامية. وبالنسبة للكثير من المواطنين، بقي الوضع صعباً كما كان دائماً. وبلغ معدل البطالة 30%، والرواتب المنخفضة إشارة إلى تفشي الفساد؛ وهذان هما العاملان الرئيسيان لاندلاع الثورة المناهضة للنظام في آذار/مارس عام 2011.

Advertisement
Fanack Water Palestine