بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990، أبقت دمشق قواتها في لبنان لضمان الهيمنة السورية عليه وحمايته من أي تدخل إسرائيلي آخر. وداخل لبنان، تعاون السوريون بشكل وثيق مع حزب الله (الشيعي) الذي كان أقوى قوة عسكرية في البلاد إلى جانب سوريا، والذي نجح في طرد المحتلين الإسرائيليين. لاقى الوجود السوري في لبنان معارضة شديدة من قبل العديد من اللبنانيين، كما إسرائيل وراعيتها الرئيسية الولايات المتحدة اللتين اعتبرتاه “منظمة ارهابية” وسوريا كدولة داعمة “للإرهاب”.
في 14 شباط/فبراير عام 2005، قتل انفجار سيارة ملغومة في وسط بيروت رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري و 22 شخصاً آخرين. كانت سوريا المشتبه الرئيسي، رغم عدم ظهور أي دليل ثابت. وانطلقت مظاهرات احتجاج ضخمة في لبنان تطالب بالانسحاب السوري، وشنت واشنطن حملة دولية موازية. وفي نيسان/أبريل عام 2005 – بعد ما يقارب من ثلاثين عام من إرسال الرئيس حافظ الأسد جيوشه إلى لبنان – انسحبت القوات المسلحة السورية وعناصر المخابرات.
بموجب القرار 1595 (7 نيسان/أبريل عام 2005)، أنشأ مجلس الأمن لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في ملابسات اغتيال الحريري. وتخللت الأشهر التي تلت الانسحاب السوري تفجيرات في لبنان، موجهة بشكل أساسي ضد منتقدي سوريا. ومع عدم وجود أي دليل قاطع، كان يعتقد على نطاق واسع أن سوريا كانت وراء التفجيرات، مستخدمة إياها للتأكيد على تصميمها المستمر بالحفاظ على نفوذها رغم انسحابها. عام 2007، أنشأت الأمم المتحدة المحكمة الخاصة بلبنان، ومقرها في Leidschendam (قرب لاهاي) لمحاكمة الأفراد المتهمين في اغتيال الحريري وعمليات القتل التي أعقبتها. وفي 30 حزيران/يونيو عام 2011، أصدرت المحكمة الدولية مذكرة باعتقال أربعة (خمسة في وقت لاحق) أشخاص لهم صلة بحزب الله.