وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

إعادة الأسلمة

متظاهرون فلسطينيون يحملون لافتة حماس
متظاهرون فلسطينيون يحملون لافتة حماس(Photo by ABBAS MOMANI / AFP)

المقدمة

كما شهدت فلسطين خلال العقود الماضية عدة حركات تهدف إلى أسلمة المجتمع والدولة. وقد لعب الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين دوراً هاماً، وهي حركة عبر وطنية تواجدت كمنظمة في فلسطين منذ عام 1945. وبعد ذلك بكثير – بعد اندلاع الانتفاضة الأولى بوقت قصير في ديسمبر/كانون الأول عام 1987 – تجلت الحركة نفسها على شكل حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

الإخوان المسلمون

تسعى إستراتيجية الإخوان المسلمين إلى تحقيق هدفها في ميادين مختلفة، من خلال نشر الكلمة، بالإضافة إلى حشد المؤيدين سياسياً واجتماعياً، وذلك من أجل تأسيس دولة تقوم على الشريعة الإسلامية في نهاية المطاف. تعرضت الحركة للعديد من الانتقادات من المجتمع الفلسطيني لأنها كانت في البداية متحفظة تجاه النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان. لكن هذا الموقف لم يعد محتملاً بعد اندلاع الانتفاضة، والتي دخلت بعدها حماس الساحة السياسية. وفي السنوات التالية، ازدهرت حركة حماس نتيجة عدد من العوامل، جزئياً من انتقادات أوسلو المتزايدة وفشل قيادة فتح/السلطة الوطنية الفلسطينية والآثار السلبية للاستيطان الإسرائيلي المستمر في فلسطين.

المهم أيضاً هو الخدمات الاجتماعية الواسعة التي توفرها الحركة لعدد متزايد من الفلسطينيين، والذين زادت مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية منذ عام 1993، بدلاً من أن تنقص. كما اكتسبت الحركة دعماً سياسياً من خلال مشاركتها النشطة في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وهذا يفسر الفوز الساحق في انتخابات يناير/كانون الثاني عام 1996، والذي تلاه تولي السلطة (بشكل مفروض) في قطاع غزة بعد أكثر من عام.

أصبح الإخوان المسلمون/حماس قوة اجتماعية وسياسية هامة في فلسطين. وهناك سبب وجيه للاعتقاد بأن حماس بموقعها الأكثر قوة ستعمل جاهدة لاستمرار أسلمة الدولة والمجتمع. ومن غير الواضح الآن ما إذا كانت حماس ستواصل ممارسة الضغط (بشكل غير مباشر) أم أنها ستعود إلى استخدام الإكراه. ونظراً إلى أن حماس تطورت من الشعب الفلسطيني وتحددت بالنسبة لجزء كبير منه عن طريق التوازنات الاجتماعية الفلسطينية، يبدو من المرجح أنها ستواصل سياستها السابقة. وبصورة عامة، يتميز الشعب الفلسطيني بالعلاقات الليبرالية المتسامحة. فالاحتجاج ضد أوسلو أو فتح/السلطة الوطنية الفلسطينية ليس كالموافقة على إعادة أسلمة الدولة والمجتمع. وخلال العقود المنصرمة، كان هناك زيادة عامة في تأثير الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي، بغض النظر عن الظروف الخاصة في فلسطين.

خلال السنوات الماضية، لم تخضع حماس لضغوط من إسرائيل وحلفائها الغربيين فحسب، وإنما أيضاً مما يسمى بالإسلاميين الفلسطينيين السلفيين. وقد أدى هذا إلى صراع مسلح عدة مرات.

Advertisement
Fanack Water Palestine