وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الأعياد المسيحية

الأعياد المسيحية

المقدمة

بالنسبة للمسيحيين أيضاً، تتحدد الحياة بشكل كبير بالدورة السنوية لأيام الأعياد. لكن مختلف الطوائف المسيحية لا تحتفل بالأعياد في نفس التاريخ، حيث أنها مبنية على تقويمات مختلفة. تستخدم الكنائس الغربية التقويم الغريغوري، في حين تستخدم الكنائس الشرقية التقويم اليولياني. وهذا يعني أن الكنائس الغربية تحتفل بعيد الميلاد في 25 ديسمبر/كانون الأول، بينما تحتفل الكنائس الشرقية بعد ثلاثة عشر يوماً في 7 يناير/كانون الثاني.

وفق الحسابات التي أجرتها الكنائس الغربية، يقع عيد الفصح دائماً في الفترة بين 22 مارس/آذار و 25 إبريل/نيسان. في حين تحتفل الكنائس الشرقية بعيد الفصح في الفترة بين 4 إبريل/نيسان و 8 مايو/أيار. وكمعدل، تقع الأعياد في اليوم نفسه مرة كل أربع سنوات.

عيد الفصح

إن أهم الأعياد المسيحية ليس عيد الميلاد (ولادة يسوع الناصري، الذي يحتفل به بإسهاب عشية عيد الميلاد في كنيسة المهد في بيت لحم)، وإنما عيد الفصح (قيامة يسوع) والاستعداد له: أسبوع الفصح. ويبدأ بيوم أحد الشعانين (دخول يسوع إلى أورشليم)، عندما يتحرك موكب كبير من بيت فاجي القريبة (بيت التين، على جبل الزيتون) إلى كنيسة القديسة حنّة في بلدة القدس القديمة. ويوم الخميس، يحتفل بغسل الأرجل في الكنائس في فلسطين. ويوم الجمعة العظيمة، يجتمع المصلون من الداخل والخارج في القدس لإحياء ذكرى سير يسوع الناصري على طول طريق الآلام في البلدة القديمة من القدس إلى الجلجلة (درب الصليب)، حيث بنيت كنيسة القيامة لاحقاً. يتبعها سبت النور.

وفي المدن الفلسطينية ذات العدد الكبير من السكان المسيحيين، تسير مواكب حماسية وعاطفية للغاية، يرافقها فرق الكشافة ويشارك فيها مجموعتان من الشباب المسلم والمسيحي. وهي ذات مشاهد عظيمة، تجتذب حشوداً كبيرة. وفي الوقت نفسه، يتجمع الآلاف من المصلين داخل وحول كنيسة القيامة في القدس، بانتظار لحظة تلقي بطريرك الروم الأرثوذكس، الذي يصلي بمفرده داخل القبر المقدس، النار المقدسة بأعجوبة.  وعن طريق الشموع تتوزع النار على المصلين الموجودين، ويتم نقلها بسرعة إلى مختلف الطوائف المسيحية في أماكن أخرى في فلسطين بواسطة فوانيس. وهناك يتم توزيع النار على المؤمنين المسيحيين الذين يبقون على شمعة مشتعلة في بيوتهم طوال السنة، أحياناً أمام صورة لمريم.

واليوم التالي يكون أحد الفصح. وحتى المسيحيون غير الملتزمين يذهبون إلى الكنيسة في ذلك اليوم. وبعد تناول وجبة وافرة، يمضون بقية اليوم في استقبال وزيارة الأهل والأصدقاء. وقبل أن يأتي أسبوع عيد الفصح، تقضي النساء ساعات طويلة في إعداد البسكويت الخاص المملوء بمسحوق الجوز والتمر، الذي يرمز إلى الإسفنجة المقدسة (المعمول) وإكليل الشوك على رأس يسوع المصلوب (الكعك).

Advertisement
Fanack Water Palestine