المقدمة
قدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، عدد سكان دولة فلسطين ، في عام 2023م، حوالي 5.48 مليون نسمة، 60% منهم (3.25 مليون نسمة) في الضفة الغربية، و40% (2.22 مليون نسمة) في قطاع غزة. بلغ عدد الذكور المقدر في نهاية عام 2023م في دولة فلسطين حوالي 2.72 مليون ذكر مقابل 2.63 مليون أنثى، بنسبة جنس مقدارها 103.3.أمـا في الضفة الغربية فقد بلغ عدد الذكور 1.62 مليون ذكر مقابل 1.57 مليون أنثى، بنسبة جنس مقدارها 103.7 في حين بلغ عدد الذكور في قطاع غزة 1.1 مليون ذكر مقابل 1.07 مليون أنثى، بنسبة جنس مقدارها102.7.
وقدر معدل النمو السكاني في عام 2023م بنحو 2.4% مقارنة بعام 2019م (2.2% في الضفة الغربية، و2.9 في قطاع غزة).
ويقدر عدد الفلسطينيين حول العالم في عام 2022م، بـ 14.3 مليون فلسطيني حول العالم، 37.4% منهم، هم سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، و12% سكان دولة إسرائيل (1.6 مليون نسمة).
كما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6.2 مليوناً (44.9% من إجمالي عدد الفلسطينيين)، في حين بلغ عدد الفلسطينيين في الدول الأجنبية حوالي 800 ألفاً بما نسبته 5.4% من إجمالي عدد الفلسطينيين في العالم.
وأشارت بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2017مإلى أن 42.2% من السكان الفلسطينيين في دولة فلسطين هم لاجئون حيث قدر عددهم بنحو 1.98 مليون لاجئ حينئذ،إذ بلغ عددهم في الضفة الغربية حوالي 741 ألف لاجئ بنسبة 26.3% من مجمل سكان الضفة الغربية، أما في قطاع غزة فبلغ حوالي 1.24 مليون لاجئ بنسبة 66.1% من مجمل سكان قطاع غزة.
كما ووفقاً للتعداد ذاته شكّل المسلمون، نسبة 96.5% من مجموع السكان، وأقلية من المسحيين قدرت حينئذ بـ 46,850 نسمة، وديانات أخرى 1,384 فردًا فقط.
اللغتان العربية والعبرية (يتحدث بهما الفلسطينيون والمستوطنون الإسرائيليون) والإنجليزية (مفهومة على نطاق واسع).
الفئات العمرية
يمتاز المجتمع الفلسطيني في دولة فلسطين بأنه مجتمع فتي، حيث قدرت نسبة الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة عام 2023م بـ 37.3%، مع وجود اختلاف واضح بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فقد بلغت النسبة 35.2% في الضفة الغربية مقابل 40.4% في قطاع غزة. وقدرت نسبة الشباب (15- 29 سنة) بنسبة 28% (28.1% في الضفة الغربية، و27.8% في قطاع غزة). كما قدرت نسبة الأفراد الذين أعمارهم (65 سنة فأكثر) في دولة فلسطين بـ 5.7%، مع وجود اختلاف بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغت النسبة 6.3% في الضفة الغربية و4.8% في قطاع غزة.
وتشير البيانات إلى ارتفاع في العمر الوسيط في دولة فلسطين خلال السنوات (2000م-2023م)، حيث ارتفع العمر الوسيط من 16.4 سنة في العام 2000م إلى 19.6 سنة في العام 2023م. عند مقارنة البيانات بين الضفة الغربية وقطاع غزة كل على حدة خلال الفترة (2000م-2023م) يلاحظ اختلاف العمر الوسيط، حيث ارتفع العمر في الضفة الغربية من 17.4 سنة في العام 2000م إلى 21.9 سنة في العام 2023م، في حين ارتفع العمر الوسيط في قطاع غزة من 14.9 سنة في العام 2000م إلى 19.5 سنة في عام 2023م.
بلغ متوسط عدد الأبناء الذين سبق إنجابهم للنساء اللواتي سبق لهن الزواج للعام وفقاً للتعداد العام للسكان 2023م ( معدل الخصوبة ) في فلسطين 3.8 مولودًا/امرأة، في حين بلغ هذا المتوسط في الضفة الغربية 3.8 مولودًا/ امرأة، مقابل 3.8 مولودًا/امرأة في قطاع غزة.
ارتفع معدل توقع البقاء على قيد الحياة بمقدار 6-8 سنوات خلال العقدين الماضيين، إذ ارتفع لكل من الذكور والإناث من 67.0 عامًا في العام 1992م إلى 72.7 عامًا للذكور و75.0 عامًا للإناث في العام 2017م مع توقعات بارتفاع هذا المعدل خلال عدة سنوات تالية.
مناطق السكن
وحول توزيع السكان الفلسطينيين على المحافظات تشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ، إلى أن محافظة الخليل سجلت أعلى نسبة لعدد السكان حيث بلغت 15.0% من إجمالي السكان في دولة فلسطين، ثم محافظة غزة حيث سجلت ما نسبته 13.6%، في حين بلغت نسبة السكان في محافظة القدس 9.0%.كما تشير البيانات إلى أن محافظة أريحا والأغوار سجلت أدنى نسبة لعدد السكان في نهاية عام 2020م حيث بلغت 1.0% من إجمالي السكان في دولة فلسطين.
بلغت الكثافة السكانية في فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) عام 2021م، 878 فردًا/ كم2، (557 فردًا/ كم2 في الضفة الغربية، و5853 فردًا/ كم2 في قطاع غزة). ويعتبر قطاع غزة واحد من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث تقدر بأكثر من 10 أضعاف الكثافة السكانية في الضفة الغربية.
ووفقاً للتعداد العام في 2021م،يتوزع سكان قطاع غزة على 5 محافظات، وتستحوذ غزة على 33.8.% من جملة سكان القطاع، تليها خانيونس بنحو 19.6%، فشمال غزة بـ 19.8%، ثم محافظتي دير البلح ورفح بـ14.3% و12.3% على التوالي.
فيما يتوزع سكان الضفة الغربية على 11 محافظة، تأتي الخليل في المقدمة بـ 25.11% من مجموع سكان الضفة الغربية، تليها القدس 15.1%، ثم نابلس بـ 13.3%، فرام الله والبيرة بـ11.3%؛ ثم محافظتي جنين وبيت لحم بـ 10.8%، و7.5% على التوالي؛ ويتوزع باقي سكان الضفة على بقية المحافظات.
بلغت نسبة سكان الحضر في فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) 77.6% في عام 2023م؛ ونسبة السكان المقيمين في الريف 15%، في حين بلغت نسبتهم في المخيمات 8%.
اللاجئون
حوالي نصف مجموع الفلسطينيين من اللاجئين السياسيين. وهم أكبر مجموعة من اللاجئين تشكلت في 1948-1949، نتيجة إعلان دولة إسرائيل و الحرب التي تلت ذلك. نشأ ما يقدر بـ 750,000 لاجئ من فلسطين التي أصبحت جزءً من دولة إسرائيل بعد 1948. نتج تدفق هائل من اللاجئين بسبب الأعمال العدائية والحملة المدروسة للتطهير العرقي للمنطقة من الفلسطينيين، والتي ابتكرتها القوات اليهودية المسلحة أولاً ثم الجيش الإسرائيلي (للاطلاع على آراء المؤرخ الإسرائيلي Ilan Pappé وغيره، انظر النكبة في ملف إسرائيل).
انتهى حوالي 350,000 من أصل 750,000 لاجئ في الضفة الغربية، وبالتالي تضاعف عدد السكان من 450,000 إلى 800,000، حيث يشكل اللاجئون 44% من السكان. وفرّ 200,000 فلسطيني آخرين إلى قطاع غزة، وبالتالي ازداد عدد السكان هناك إلى أكثر من ثلاثة أضعاف: من 80,000 إلى 280,000.).
وأشارت بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2017مإلى أن 42.2% من السكان الفلسطينيين في دولة فلسطين هم لاجئون حيث قدر عددهم بنحو 1.98 مليون لاجئ حينئذ،إذ بلغ عددهم في الضفة الغربية حوالي 741 ألف لاجئ بنسبة 26.3% من مجمل سكان الضفة الغربية، أما في قطاع غزة فبلغ حوالي 1.24 مليون لاجئ بنسبة 66.1% من مجمل سكان قطاع غزة.
هرب الفلسطينيون بحثاً عن الأمان في المناطق المجاورة. وانتهى الأمر بمعظم اللاجئين من بيسان وطبريا ويافا واللد والرملة وبئر السبع في الضفة الغربية التي سقطت في يد إمارة شرق الأردن أثناء حرب 1948-1949. وجاء لاجئو قطاع غزة، الذي أصبح تحت الحكم المصري، من المنطقة المجاورة في الشمال من أسدود (أشدود) والمجدل (عسقلان)، المدن التي كانت مرتبطة بقطاع غزة منذ العصور القديمة.
أثناء طرد السكان الفلسطينيين، لم تميز القوات اليهودية المسلحة، والجيش الإسرائيلي لاحقاً، بين مسلمين ومسيحيين. وكان الاستثناء هو الطائفة الدرزية الصغيرة في شمال فلسطين، والتي تركت في سلام. وحدثت مجازر، كما في قرية دير ياسين الفلسطينية في 9 نيسان/أبريل عام 1948 من أجل دفع حركة تدفق اللاجئين.
التفسير الآخر للاضطراب الواسع، بغض النظر عن الخوف من العنف، هو أن المجتمع الفلسطيني كان لا يزال تقليدياً جداً في تلك الأيام، وكان الحفاظ على شرف العائلة يعتبر أساسياً. حرّض الخوف من انتهاك شرف النساء والفتيات، وبالتالي شرف العائلة، الفلسطينيين في حالة الحرب على الفرار إلى مكان آخر كوحدة أسرية. (انظر أيضاً: اللاجئون الفلسطينيون)
البدو
يشكل البدو فئة منفصلة. من بين حوالي 150,000 بدوي يعيشون في فلسطين، يعيش ما بين 25,000 و 30,000 منهم في الضفة الغربية، ولا سيما في وادي الأردن. كما يوجد مجتمع بدوي صغير يعيش في قطاع غزة. ولكن الأغلبية يعيشون في صحراء النقب المتاخمة، والتي أصبحت جزءً من إسرائيل منذ عام 1948.
ينتظم البدو في قبائل ويعيشون كشبه رحّل منذ العصور المبكرة. وهم يجوبون الجبال في فصل الربيع بحثاً عن الأعلاف لقطعانهم، ويعودون إلى الوديان في وقت لاحق من العام لقضاء فصل الشتاء. كما يمكن رؤية خيامهم السوداء المميزة المصنوعة من شعر الماعز في أماكن أخرى من الضفة الغربية، حتى أنها تقترب من حواف المدن الكبرى.
غير أن طريقة الحياة البدوية مهددة نتيجة القيود الصارمة على حرية حركتهم التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلية في وادي الأردن (وغيره)، لأن وجودهم يتعارض مع خطط إسرائيل في هذه المنطقة. وبدافع الاعتبارات الإستراتيجية والاقتصادية، تركز بناء المستوطنات اليهودية بشكل خاص في وادي الأردن بعد عام 1967. هناك الكثير من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة في وادي الأردن وكميات كبيرة من المياه والظروف المناخية مواتية. وعلى هذا النحو، هناك أساس اقتصادي أقوى بكثير للمستوطنات اليهودية هنا، والتي استولت على جزء كبير من إمدادات المياه المتوفرة منذ ذلك الوقت. وبالتالي فإن قطع الوصول إلى أجزاء كبيرة من وادي الأردن وعدم وجود ما يكفي من المياه يشكل تهديداً لمورد العيش الاقتصادي للبدو وطريقتهم الفريدة في الحياة.
الأقليات
مثل معظم الفلسطينيين الآخرين، البدو هم عرب، حتى أنه أحياناً يتم تقديمهم “كنموذج” عربي. غير أنه بعد وصول الفاتحين العرب في القرن السابع، استقر غير العرب في كثير من الأحيان في المنطقة التي تشمل فلسطين في الوقت الحاضر. وعلاوة على ذلك، لا بد من الإشارة إلى أن فلسطين كانت لمدة أربعة قرون جزءً من الإمبراطورية العثمانية التركية – دولة متعددة الأعراق والديانات دون حدود داخلية. وقد اجتذبت القدس و الخليل لعدة قرون العديد من الحجاج اليهود والمسيحيين والمسلمين. والذين استقروا فيها، غالباً ما اندمجوا بعد ذلك اندماجاً كاملاً في كثير من الأحيان في المجتمع الفلسطيني، وأصبح اسم الشهرة كل ما تبقى من خلفيتهم الأجنبية.
الأرمن
يعود وجود الأرمن إلى عدة مئات من السنين قبل الفتح العربي لفلسطين، خاصة في فترة ما بعد تحول ملك أرمينيا إلى الديانة المسيحية. انضم إليهم العديد من اللاجئين الأرمن في أوقات لاحقة. الفلسطينيون الأرمن (أو الأرمن الفلسطينيون) هم من المسيحيين. وفي مدينة القدس القديمة، يوجد حي للأرمن منفصل إلى جانب الحي المسيحي واليهودي والإسلامي. وهنا على الإعلانات الجدارية وفي المتحف، يتم تذكير الزوار بالإبادة الجماعية للشعب الأرميني على يد الأتراك العثمانيين عام 1915، ولا تزال أعداد الطائفة الأرمينية اليوم حوالي 10,000 ويعيش أغلبيتهم في القدس.
السامريون
تعود تواريخ وجود السامريين أيضاً إلى فترة بعيدة قبل الفتح العربي. ويعتبر حوالي 700 عضو من هذه الطائفة الدينية أنفسهم من نسل القبائل الشمالية من إسرائيل التوراتية. وهم يعيشون في منطقة دعوها بأنفسهم بالسامرة ( ومن هنا جاء اسمهم). ومن جهة أخرى يقال بأن اليهود منحدرين من القبائل الجنوبية من اليهودية. يدعي السامريون بأنهم أصحاب الإيمان العبري الصحيح. يختلف السامريون واليهود الأرثوذكس في عدة نقاط حول القضايا الدينية، ويمارسون طقوساً مختلفة. يتحدث السامريون العبرية والعربية، ويتمركزون في منطقة نابلس حيث يوجد جبل جرزيم، وهو أهم مكان مقدس عندهم. وفق التقاليد، يقال بأن إبراهيم خضع هنا إلى اختبار من الله وقدّم ابنه اسحق (وفق اليهود والمسيحيين؛ إسماعيل وفق المسلمين) (يدعي اليهود الأرثوذكس بأن ذلك حدث على جبل الهيكل في القدس).
اليهود المتدينون
على مر القرون، أي قبل وصول المستوطنين اليهود الصهاينة في نهاية القرن التاسع عشر، حافظت المجتمعات الصغيرة من اليهود المتدينين على وجودها في القدس والخليل (وأماكن أخرى في فلسطين). وأصبح وضعهم في النصف الأول من القرن العشرين تحت ضغط شديد نتيجة تصرفات المستوطنين اليهود في فلسطين، الموالين للصهيونية السياسية (أتباع الصهيونية الدينية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمعتقدات الدينية، رفضت هذه الإيديولوجية العلمانية للصهيونية السياسية).
الدين
الغالبية العظمى من السكان في فلسطين من المسلمين السنة، يشكلون 96.6% من إجمالي سكان فلسطين، وفي الضفة الغربية 95.3% من سكانها، وفي قطاع غزة 98.4% من مجموع سكانه. بالإضافة إلى 46.850 ينتمون إلى الديانة المسيحية معظمهم في الضفة الغربية. وفقًا لنتائج التعداد السكاني لعام 2017م.
المسلمون
السكان الفلسطينيون المسلمون البالغ عددهم 4.615 مليون نسمة في عام 2017م (96.6% من إجمالي عدد سكان فلسطين )، ينتمون إلى الطائفة السنّية، من أتباع الفرع الرئيسي في الإسلام. يلتزم جميع المسلمين بما يسمى بأركان الإسلام الخمسة: الشهادة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”؛ الصلوات اليومية خمس مرات في اليوم؛ الزكاة؛ صيام رمضان؛ الحج إلى مكة. وبالإضافة إلى الأركان الخمسة يوجد واجب الدفاع عن جماعة المؤمنين (الأمة) ضد الكفار والمرتدين في مجتمعهم (الجهاد).
ليس لزعماء الدين السنّة ترتيب هرمي. بالإضافة إلى ذلك، العلاقات رخوة بين المؤمنين والقادة الدينيين. ويمكن تمييز ثلاثة أدوار مختلفة: الإمام والقاضي والمفتي. يشرف القاضي على المسائل المتعلقة بشؤون الأسرة، مثل الزواج والطلاق والميراث. يلتزم معظم الفلسطينيين المسلمين بالمذهب الحنفي، واحدة من مدراس الشريعة الأربعة في الإسلام. للمفتي سلطة إصدار الفتاوى، والتي تعمل على توجيه المسلمين. وفي كثير من الحالات، تقضي المراتب الدينية العليا عدة سنوات في دراسة العلوم الدينية في جامعة الأزهر الرائدة في القاهرة (مصر) – أعلى مرجعية إسلامية سنية. يؤدي المسلمون الملتزمون الخُمس إلى أصحاب المقامات الدينية الرفيعة.
المسيحيون
كانت الغالبية العظمى من السكان المحليين من المسيحيين قبل وصول الفاتحين العرب في النصف الأول من القرن السابع. أدت الأماكن المقدسة، كما في بيت لحم و القدس والناصرة، إلى تأسيس تشكيلة واسعة من الكنائس في هذه المنطقة منذ العصور المبكرة. فعلى سبيل المثال، كنيستة روما (الكاثوليكية) والروم (الأرثوذكس) منقسمتان. عادة ما كانت هذه الانقسامات تنشأ نتيجة اختلافات لاهوتية ونزاعات قوية. وقد زاد الصليبيون في القرن الثاني عشر من حدة هذه الاختلافات من خلال فسح المجال لكنيسة روما الكاثوليكية وإظهار موقف معادٍ صريح تجاه كنيسة الروم الأرثوذكس. وبعد عدة قرون، ساهم ضعف الإمبراطورية التركية العثمانية والقوى الامبريالية الغربية الناشئة في تدهور العلاقات، وذلك من خلال الدخول في علاقات خاصة مع الطوائف المسيحية المشابهة (الفرنسيون مع الكاثوليك، والروس مع الأرثوذكس، البريطانيون والنمساويون مع البروتستانت). ولا تزال هذه الانقسامات قائمة حتى اليوم، كما هو واضح في المنافسات المحبطة.
بلغ عدد السكان المسيحيين في فلسطين 46,850 نسمة وفق تعداد السكان لسنة 2017م، منهم 45,712 نسمة في الضفة الغربية و1,138 في قطاع غزة؛ ويشكل المسيحيون في الضفة الغربية 1.6% من سكانها، وفي قطاع غزة 0.06% من جملة سكانه.
وعلى الرغم من أن عدد الفلسطينيين المسيحيين ظل مستقراً بشكل أو بآخر في العقود الماضية، إلا أنه انخفض بشدة في مجموع السكان في فلسطين المحتلة، جزئياً نتيجة أعداد هجرتهم الكبيرة نسبياً (ضعف عدد الفلسطينيين المسلمين في أوائل التسعينات) وإنما بشكل خاص نتيجة النمو السكاني الأكبر بكثير داخل المجتمع الإسلامي. وقد بلغ عدد الأطفال في الأسر المسلمة ضعف عددهم تقريباً في العائلات المسيحية في الفترة 1967-1996.
يعيش حوالي 80% من الفلسطينيين المسيحيين في بيئة حضرية. في الضفة الغربية، يتركز معظمهم في القدس وجوارها: بيت لحم، بيت جالا، بيت ساحور، رام الله، بيرزيت، جفنا، عين عريك، الطيبة. وحتى عام 1948، كانت أجواء التركيبة في هذه المدن مسيحية على الأغلب. وتغير هذا نتيجة تدفق اللاجئين والتحضر. ويشكل السكان المسيحيون اليوم فقط ثلث سكان مدن مثل بيت لحم ورام الله.
هناك خمس عشرة كنيسة معترف بها في فلسطين. والأكبر بما لا يقاس هي كنيسة الروم الأرثوذكس ( 52% من المسيحيين)، وتليها كنيسة روما الكاثوليكية (31%)، والروم الكاثوليك الأصغر من ذلك بكثير (الملكيون 6%)، والكنائس البروتستانتية (اللوثرية والأنجليكانية، 5%). ومن ثم هناك الكنيسة الأرمينية الصغيرة. والطوائف المتبقية صغيرة، يرتبط وجودها مع المكانة الخاصة للقدس وبيت لحم في المسيحية.