وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

العنف في عراق ما بعد صدام

العنف في عراق ما بعد صدام
صور محمولة خلال جنازة آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم الذي قُتل في 29 آب/أغسطس 2003 في انفجار سيارة في النجف Photo HH/NYT

ضحايا الحرب الاهلية العراقية معدل ربع سنوي 2003-2011

عندما بدأ التمرد وتكتيكات مكافحة التمرد لقوات الاحتلال الأمريكية البريطانية في التبلور، تدهور الوضع بسرعة.  كانت الأهداف الرئيسية للجماعات العراقية المسلحة عبارة عن قوات متعددة الجنسيات وممثلي النظام الجديد من العراقيين والتابعين لهم: من رجال السياسة والجنود والشرطة إلى الزعماء الدينيين (على سبيل المثال: عملية اغتيال آية الله السيد محمد باقر الحكيم في 29 آب/أغسطس عام 2003) والممثلين الأجانب (على سبيل المثال: انفجار قنبلة في فندق القناة الذي أودى بحياة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الدبلوماسي البرازيلي سيرجيو فييرا دي ميلو و 21 شخصاً آخرين في 19 آب/أغسطس عام 2003). كما كانت التفجيرات التي نفذها السلفيون الجهاديون على أهداف مدنية شيعية مقلقة جداً، والتي شملت تجمعات حشود المؤمنين الشيعة خلال احتفالات دينية، حيث قتل العديد من الناس. كانت بغداد مركز الأعمال الوحشية (ستة ملايين نسمة، بما في ذلك الضواحي، أي ربع عدد سكان العراق). كما كان لغيرها من المناطق المختلطة حصتها من سفك الدماء.

كما تركزت الهجمات على البنية التحتية والعمال الأجانب ووكالات الإغاثة، وكان التأثير المقصود منها هو عرقلة الانتعاش الاقتصادي. ونتيجة لذلك، بقي العديد من العراقيين دون خدمات أساسية، مثل مياه الشرب النظيفة والكهرباء، وأصبحوا، ومن ثم بقوا، عاطلين عن العمل. ولكن الأسوأ كان سيأتي.

حتى مع كل قوتها العسكرية، لم تستطع القوات الأمريكية والبريطانية المحتلة فعل الكثير حيال هذه التطورات. حيث زادت فضائح أيار/مايو عام 2004 عن تعذيب حراس الجيش الأمريكي لسجناء سجن أبو غريب سيئ السمعة، والاعتداء عليهم جنسياً لكسرهم قبل استجوابهم، من الطين بلة. وزادت الاضطرابات المتزايدة بسبب كل هذه الأمور من دعم المعارضة والتمرد المسلح.

Advertisement
Fanack Water Palestine