وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الثورات الشعبية في العراق بعد الهزيمة الساحقة في الكويت

بعد الهزيمة الساحقة في الكويت، تساءل الكثيرون في العراق عن إمكانية استمرار نظام صدام حسين من الناحية السياسية. في البداية، كان ذلك يبدو غير ممكن. وبعد وقت قصير من الانسحاب المتسرع من الكويت، ثار العرب الشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال. بدأت الثورة في الجنوب من قبل القوات العراقية المتمردة المنسحبة في الهزيمة من الكويت.

كانت ثورات الشيعة والأكراد أكثر من محاولات للتخلص من النظام القمعي: كما كانت هجوماً على البنية السياسية للعراق، وذلك بقصد إعادة توزيع جذري للسلطة بين فئات السكان. ولهذا السبب بقي العرب السنّة بمنأى عن الثورة، مع أن العديد منهم أيضاً وقعوا ضحية للنظام. كانوا يخشون الخسارة، لصالح الشيعة بشكل خاص، في حال إعادة توزيع السلطة السياسية.

في الأسابيع التالية، نجح النظام في السيطرة على البلاد، منطقة بعد أخرى. وسمحت قوات التحالف المضاد للعراق، التي كانت لا تزال تحتل 20% من الأراضي العراقية في ذلك الوقت، لبغداد بفعل ذلك. ورغم دعوة رئيس الولايات المتحدة آنذاك جورج بوش الأب، للعراقيين أثناء عملية عاصفة الصحراء إلى الانتفاض ضد

الرئيس جورج بوش يزور القوات خلال عملية عاصفة الصحراء Photo George H.W. Bush Library ©WIKIMEDIA COMMONS PUBLIC DOMAIN

نظام صدام حسين، إلا أن التحالف المضاد للعراق لم يفعل شيئاً عندما قام الجيش العراقي بإخماد الثورات بعنف شديد باستخدام الحوامات والدبابات والمدفعية. كان سبب هذا الموقف السلبي مخاوف من انهيار العراق ككيان سياسي، أو لأن العرب الشيعة سيهيمنون في العراق الجديد، في حال لم يفعل ذلك. كان التواطؤ غير المباشر مع النظام ونتائجه المأساوية وصمة جديدة في جبين الولايات المتحدة في العراق، في أوساط الشيعة على الأقل، الذين تم التخلي عنهم ليواجهوا مصيراً عنيفاً.

Advertisement
Fanack Water Palestine