يمكن عزو نجاح نظام البعث في تعزيز وتقوية وضعه خلال سبعينات القرن العشرين إلى حد كبير إلى الارتفاع الحاد في عائدات النفط. بعد “أزمة النفط” عام 1973، أدى تأميم شركة النفط في العراق في حزيران عام 1972 والزيادة الهائلة في الدخل من بيع النفط الخام إلى توسيع كبير لمجال المناورة المالية لبغداد. تم استخدام الكثير من هذه العائدات في توسيع وتحسين البنية التحتية، كما في برامج اجتماعية مختلفة تشمل السكن والتعليم والرعاية الصحية. أدى ذلك إلى تحسين مستويات المعيشة لمعظم السكان في سبعينات القرن العشرين.
أما على صعيد السياسة الخارجية، تصلّب موقف العراق تجاه الغرب. أدى تأميم المصالح النفطية لأوروبا الغربية والولايات المتحدة إلى توترات متوقعة، وذلك لأن ذلك تم إلى حد كبير بتعاون وثيق مع الاتحاد السوفييتي. تلك كانت السنوات التي لعب فيها العراق والجزائر وإيران دوراً بارزاً في منظمة البلدان المصدرة للنفط، الأوبيك.
لعب حاكم إيران، الشاه محمد رضا بهلوي، دوراً هاماً في الجهود التي بذلها الغرب لزعزعة استقرار العراق عن طريق دعم مجموعات المعارضة العراقية. فتحالف نظام البعث نفسه مع الاتحاد السوفييتي لمواجهة هذه المعارضة. ولم يكن تاريخ حزب البعث في مناهضة الشيوعية عقبة أمام موسكو لبدء العلاقات.