وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

من مملكة إسرائيل إلى مقاطعة رومانية

هيكل سليمان
هيكل سليمان

المقدمة

فلسطين تاريخ
مملكة داوود

حوالي عام 1020 قبل الميلاد، اتحدّ أسباط بني إسرائيل تحت راية شاول لدرء الهجمات المستمرة للقبائل المجاورة. إلا أن شاول وأولاده قتلوا في المعركة ضد الفلسطينيين في جبل جلبوع. واحتل خلفه داود الأراضي شرق وادي الأردن، بما فيها القدس التي كانت تحت سيطرة اليبوسيين، أولاد أعمام الكنعانيين. أنشأ الملك داود إدارة المملكة وفق النموذج المصري. جلب الملك الثالث في الخلافة، سليمان، الازدهار الاقتصادي للمملكة. فقد أبرم اتفاقاً مع حاكم مدينة صور الفينيقية، وشارك في تجارة البحر الأبيض المتوسط، ودخل في علاقات تجارية مع العرب جنوباً حتى سبأ، اليمن اليوم. وبسبب الافتقار إلى المهندسين المعماريين والحرفيين وعمال البناء، استعان سليمان بحيرام، ملك صور. كانت صور مركزاً تجارياً غنياً ومزدهراً. ارسل حيرام عملة مهرة إلى القدس؛ حيث قاموا ببناء “هيكل سليمان”، وذلك باستخدام خشب الأرز الذي أحضروه من جبل لبنان.

تقاسمت إسرائيل معتقداتها الدينية مع جارتها الأصغر إلى الجنوب، يهوذا. اندلعت حروب متواترة بين يهوذا ومملكة إسرائيل، وسلسلة طويلة من الحروب بين إسرائيل ومملكة دمشق، حليفة يهوذا. وفي النهاية احتل الآشوريون فلسطين بين عامي 740 و 722 قبل الميلاد. غزا الآشوريون فلسطين، ووصلوا إلى حدود مصر. سحق الآشوريون كل ثورة بلا رحمة، بما فيها ثورة مدينة أشدود الفلسطينية.

عام 722 قبل الميلاد، دمر الملك الآشوري سرجون الثاني السامرة، فسقطت مملكة إسرائيل. تم نقل سكان إسرائيل إلى جبال مديان وحل مكانهم مستوطنون من بابل في العراق. وأصبح الإسرائيليون الذين تم ترحيلهم يعرفون باسم “أسباط العشر المفقودين من بني إسرائيل”، وأصبح المستوطنون الجدد يعرفون باسم ‘السامريين’. وتمكن سبط يهوذا بالبقاء كدولة تابعة. وحمى الفلسطينيون مع الآشوريين المدن العبرية، ودفع ملوك يهوذا الجزية لنينوى، عاصمة الآشوريين في شمال العراق.

من ثم، حُكمت فلسطين من قبل البابليين الذين دمروا هيكل أورشليم عام 586 قبل الميلاد، والإمبراطورية الفارسية بقيادة سيروس الثاني. وفي طل الحكم الفارسي، شكلت فينيقيا وسوريا وفلسطين مقاطعة واحدة. وأمر سيروس بإعادة بناء هيكل أورشليم، والذي انتهى عام 515 قبل الميلاد.

الإسكندر الكبير

 

فلسطين
امبرطورية الاسكندر المقدوني العظيم

عام 332 قبل الميلاد، بدأت الثقافة اليونانية بالتأثير على فلسطين، عندما احتل الإسكندر الثالث المقدوني، والمعروف بالإسكندر الكبير، فينيقيا وفلسطين. وبشكل خاص، كانت فلسطين مهمة بالنسبة له – مثل الكثيرين قبله – كمعبر إلى مصر. وبعد وفاة الإسكندر عام 323 قبل الميلاد، سقطت فلسطين وجزء كبير من سوريا وفينيقيا في يد بطليموس، أحد جنرالات الإسكندر، والذي أقام نفسه ملكاً على مصر. وقد تنازع جنرال آخر من جنرالات الإسكندر، سلوقس الأول نيكاتور، مع بطليموس على حكم سوريا وفينيقيا. فقط حوالي عام 200 قبل الميلاد حل البطالمة والسلوقيون النزاع في معركة بانيون، على الحدود الشمالية من الجليل. وتم تحويل ممتلكات ملك البطالمة شمال سيناء إلى الحاكم السلوقي أنطيوخوس الثالث “العظيم”.

يهوذا المكابي

فلسطين
الحاكم السلوقي أنطيوخوس الرابع

حاول الحاكم السلوقي التالي، أنطيوخوس الرابع، جعل فلسطين هلنستية بالقوة. وقد تم بناء تحصينات للحامية السلوقية فوق القلعة في القدس، وسلب كنوز الهيكل، وحظر الختان، وإلغاء الاحتفال بيوم السبت.

عام 168 قبل الميلاد، وبأمر من أنطيوخوس، تم إنشاء مذبح لبعل في الهيكل. فقاد بعض اليهود بقيادة يهوذا المكابي ثورة ناجحة. وكانت هذه بداية حكم ما يسمى ببيت حشمونائيم، الحكم الذاتي اليهودي من قبل الملوك الكهنة، والذي استمر حتى عام 63 قبل الميلاد، عندما دخل الرومان فلسطين بعد احتلالهم المملكة السلوقية.

Advertisement
Fanack Water Palestine