وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تاريخ إسرائيل

تاريخ إسرائيل
رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون يعلن قيام دولة إسرائيل ، 14 مايو 1948. Photo AFP

المقدمة

تعود أقدم الاكتشافات الأثرية المسجلة فيما يعرف بفلسطين التاريخية بين عامي 7500 و3100 ق.م في جبل القفرة جنوبي الناصرة وسفح الرمل قرب طبريا. وأكدت الاكتشافات أن المنطقة شهدت نوعاً من الحياة البسيطة وكان أهم ما شهدته تلك الحقبة تأسيس أريحا التي تعتبر أقدم بلدة في التاريخ.

العصور القديمة

وكانت هجرة الكنعانيين أولى الهجرات البشرية الهامة إلى فلسطين التاريخية في بداية الألف الثالثة قبل الميلاد. وباتت المنطقة تتحدث بثلاث لغات هي الكنعانية والآرامية والعربية. وحملت المنطقة اسم أرض كنعان حتى وصول القبائل الكريتية إليها عام 1200 ق.م.

في الألف الثالثة قبل الميلاد، وصل النبي إبراهيم من بلدة أور في العراق وأنجب إسحق والد يعقوب الذي يسمى كذلك إسرائيل وإليه ينتسب الإسرائيليون.

وشهدت هذه الأرض سلسلة من الغزوات قامت بها القبائل الكريتية التي استقرت في شواطئ يافا وغزة، فسميت تلك المنطقة بفلسطين نسبة إلى اسم القبيلة الكريتية الغازية التي اندمجت مع الكنعانيين.

هاجر يعقوب وأولاده إلى مصر وقام ابنه يوسف على خزائنها، واستقر الإسرائيليون في مصر وكثر عددهم. ومع بدء تعرض الإسرائيليين للاضطهاد في عهد رمسيس الثاني، قرر موسى الخروج بهم إلى أرض كنعان. ومكث هؤلاء في الصحراء أربعين سنة قبل دخول فلسطين. وتمكن داود من إقامة مملكة لبني إسرائيل في القدس عقب الانتصار على جالوت.

وتولى داود الملك ونجح في توحيد الإسرائيليين والقضاء على الخلافات والحروب القائمة بينهم. واستطاع داود هزيمة اليبوسيين وتأسيس مملكة إسرائيل وعاصمتها أورشليم (القدس).

وبعد موت سليمان بن داود عام 935 ق.م، انقسمت المملكة إلى يهوذا في القدس ومملكة إسرائيل في السامرة.

زوال الممالك اليهودية

شهد عام 920 ق.م احتلال شيشنق ملك مصر لمملكة يهوذا. وفي عام 721 ق.م، هاجم الآشوريون مملكتي إسرائيل ويهوذا واحتلوهما وفرضوا الجزية عليهما. وحاولت مملكة إسرائيل التمرّد، ليقمع الآشوريون التمرّد ويأخذوا معظم السكان أسرى إلى العراق.

شنّ نبوخذ نصر الكلداني هجوماً على فلسطين عام 597 ق.م واستولى على القدس عاصمة يهوذا وأخذ ملكها وعائلته ومعظم قادتها أسرى إلى العراق، وأقام في القدس ملكاً جديداً. وفي عام 586 ق.م عاود نبوخذ نصر غزو يهوذا.

وبسبب غزوات الآشوريين والكلدانيين، اختفت دولة اليهود في فلسطين بعد استمرارها لأربعة قرونٍ (1000 – 586 ق.م) كانت حافلة بالخلافات والحروب والاضطرابات.

غزا الفرس فلسطين عام 539 ق.م، واستمرت هيمنتهم عليها لقرنينٍ من الزمن. وفي عهدهم، عادت بقايا قبيلة يهوذا من بابل إلى القدس.

واحتل الرومان فلسطين وجعلوها ولاية رومانية تابعة لروما. وخلال فترة الحكم الروماني شهدت فلسطين ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم. وشهد عام 135م آخر محاولة لإقامة دولة يهودية في فلسطين عندما تزعّم أحد الحاخامات اليهود عصياناً، فهاجمهم الحاكم الروماني هادريان واحتل المنطقة اليهودية في القدس ودمرها، وبنى في ذلك المكان مدينة جديدة حرم على اليهود دخولها. بعد تلك الواقعة، لم يحاول اليهود إثارة أي قلاقل حتى مجيء القرن العشرين الذي قامت في منتصفه دولة إسرائيل.

وكان الإسلام قد دخل إلى فلسطين التاريخية منتصف القرن السابع. ومرت المنطقة بالعهود: الأموي، العباسي، الصليبي، والعثماني، انتهاءً بالانتداب البريطاني عام 1917. واستمر الانتداب إلى مايو 1948 تاريخ إعلان قيام دولة إسرائيل “نكبة فلسطين” وفقاً لقرار التقسيم 181 الصادر عن الأمم المتحدة في نوفمبر 1947.

تأسيس إسرائيل

بعد إلحاق إسرائيل أول هزيمة بالعرب عام 1948، تمكن الإسرائيليون من إرساء قواعد دولتهم. وأجرت أول انتخابات تشريعية في يناير 1949 وفاز بها حزب ديفيد بن غوريون بأغلبية المقاعد. وفي مايو من العام ذاته، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 273 الذي تم بموجبه قبول إسرائيل عضواً بها.

واستمر بن غوريون رئيساً للوزراء حتى عام 1963، في فترةٍ شهدت العديد من الأحداث – ولم تنقطع سوى عام واحد برئاسة موشيه شاريت (1954 – 1955). ومن أهم الاحداث إعلان القدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 1949، ومنح جميع اليهود الحق بالهجرة لإسرائيل والاستقرار فيها والحصول على جنسيتها في يوليو 1950؛ والمشاركة في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

ومع تولي ليفي أشكول لرئاسة الوزراء (1963 – 1969)، تم رفع الأحكام العرفية المفروضة على فلسطينيي إسرائيل منذ تأسيس الدولة. وبعد حرب يونيو 1967، احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وشبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان.

وفي فترة رئاسة غولدا مائير للحكومة الإسرائيلية (1969 – 1974)، هاجمت القوات المصرية والسورية المواقع الإسرائيلية في سيناء والجولان ضمن حرب الغفران / أكتوبر 1973. وشهدت الرئاسة الأولى لإسحاق رابين (1974 – 1977) إطلاق سراح مئات الرهائن المحتجزين في مطار عنتيبي بواسطة مختطفين ينتمون لتنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في يوليو 1976. وشهدت مرحلة مناحم بيجن (1977 – 1983) توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في مارس 1979 واجتياح لبنان في يونيو 1982.

ومع تولي شمعون بيريز لرئاسة الوزراء (1984 – 1986) تم إجلاء حوالي7 آلاف يهودي إثيوبي لأوّل مرة سراً إلى إسرائيل من مخيمات اللاجئين في السودان. فيما شهدت رئاسة لإسحاق شامير (1986 – 1992) قيام الانتفاضة الأولى في ديسمبر 1987 وعقد مؤتمر مدريد في أكتوبر 1991. ومع تولي رابين رئاسته الثانية للحكومة (1992 – 1995)، وقعت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو الأول في سبتمبر 1993، كما تم توقيع معاهدة السلام مع الأردن.

وشهدت البلاد بعد ذلك شن الحرب على لبنان وثلاثة حروب أخرى على غزة، واعتراف الولايات المتحدة رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل والسيادة على مرتفعات الجولان في ديسمبر 2017 ومارس 2019 على التوالي.

Advertisement
Fanack Water Palestine