وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

إسرائيل: انتفاضة الأقصى (2000-2005)

انتفاضة الأقصى
شباب فلسطينيون يرشقون الحجارة

فشلت كل المحاولات للبدء بعملية أوسلو من جديد. ففي تموز/يوليو عام 2000، نظم الرئيس بل كلينتون، في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق شامل فبل انتهاء ولايته، لقاء قمة في كامب ديفيد بين رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. لم تسفر المفاوضات – التي كانت سيئة الإعداد وتحت ضغط – عن نتائج مثمرة، لأن أقصى ما عرضته إسرائيل لم يصل (مرة أخرى) إلى أدنى ما طالب به الفلسطينيون.

جاءت المحادثات غير الرسمية في طابا (مصر)، في كانون الثاني/يناير عام 2001، متأخرة جداً ليكون لها أي تأثير. وتحول تركيز المبادرات السياسية الأمريكية تجاه إسرائيل والفلسطينيين إلى إدارة الصراع. وفي نيسان/أبريل عام 2003، أطلقت ما يسمى باللجنة الرباعية (الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا، الأمم المتحدة) خارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط، وهي خطة على ثلاث مراحل. في المرحلة الأولى، كان على الفلسطينيين إيقاف جميع أعمال العنف ونزع سلاح الجماعات المتورطة فيها. وكان على إسرائيل تجميد بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية و قطاع غزة. خلال المرحلة الثانية، يعقد مؤتمر عالمي وإقامة دولة فلسطينية “بحدود مؤقتة”. وفي المرحلة الثالثة تبدأ مفاوضات الوضع النهائي حول عدد من القضايا (الحدود، والقدس، والمستوطنات، واللاجئين). على أن تحسم هذه المفاوضات قبل نهاية 2005.

لم يحدث شيء من هذا القبيل، ويعود ذلك لاندلاع انتفاضة أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ أيلول/سبتمبر 2000، مما أدى إلى تصعيد العنف. اندلعت هذه الانتفاضة الثانية، والمعروفة أيضاً بانتفاضة الأقصى، بعد الزيارة الاستفزازية التي قام بها زعيم المعارضة الإسرائيلية أرئيل شارون إلى الحرم الشريف (ويدعوه اليهود جبل الهيكل) في القدس، أحد الأماكن الإسلامية المقدسة. أعقب هذه الزيارة مظاهرات فلسطينية غاضبة بالقرب من المسجد الأقصى، والتي قتل فيها أربعة شبان فلسطينيين على يد قوات الأمن الإسرائيلية وأصيب عشرات المتظاهرين بجروح. وفي نهاية المطاف، لقي حوالي 4,700 فلسطيني (أكثر من نصفهم من المدنيين) و 1000 إسرائيلي (ثلثيهم من المدنيين) مصرعهم في هذه الانتفاضة المتجددة.

Advertisement
Fanack Water Palestine