المقدمة
فلسطين التاريخية هي جزء مما يسمى بالهلال الخصيب، المنطقة التي على شكل هلال من الأراضي الخصبة في الشرق الأوسط الذي ظهرت فيه حضارات بابل وآشور وفينيقيا ومصر القديمة. كما ازدهرت الحضارات الرومانية والبيزنطية في هذه المنطقة. كانت فلسطين ذات أهمية خاصة باعتبارها الجسر البري بين مناطق بلاد ما بين النهرين ذات النفوذ ومصر. أثبتت أبحاث الآثار أن التجمعات الزراعية والسكانية في المنطقة تعود إلى 8000 عام قبل الميلاد. وتثبت البقايا البشرية المكتشفة في كهوف جبل الكرمل بأن السكان كانوا ينتمون إلى نفس جنس نياندرتال البشري الذي كان في أوروبا.
كنعان
في أوائل العصر البرونزي (الألفية الثالثة قبل الميلاد)، ظهرت المدن في فلسطين، أولاً في الأجزاء الشمالية والوسطى وعلى طول ساحل البحر الأبيض المتوسط. يدعى سكان هذه المدن المبكرة بالكنعانيين، وقد تم اعتبارهم على أنهم السكان الساميين الأصليين للمنطقة. ولا يوجد سبب للافتراض بأن المدن الفلسطينية كانت مختلفة عن المدن المستقلة. وفي نهاية الألفية الثالثة، توقف التحضر وازدهرت الثقافة الرعوية بتأثير من البدو، والذين يفترض أنهم أتوا من شرق نهر الأردن.
حكم المصريين
في الألفية الثانية قبل الميلاد، ظهرت مرحلة ثانية من الحضارة المدنية المعتمدة على الزراعة. وكانت هذه الحضارة مرتبطة بشكل وثيق بحضارة المدن على الساحل الفينيقي الكنعاني. وحوالي عام 1500 قبل الميلاد، بدأت الجيوش المصرية بغزو فلسطين. وتم إنشاء إدارة مستقرة لفلسطين في عهد الملك المصري تحتمس الثالث. وقد تم تقسيم منطقة سوريا-فلسطين إلى ثلاث مناطق إدارية تحت حكم المصريين. وكانت إحدى هذه المناطق، كنعان، تتألف من جميع الأراضي الواقعة بين الحدود المصرية وجبيل، وكانت مأهولة من قبل، من بين غيرهم، قبائل عبرية من البدو شبه الرحل والتي يفترض أنها أتت من بلاد ما بين النهرين.
. وفي نهاية الحكم المصري في حوالي العقود الأولى من القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وبسبب الضعف المتزايد لحكم الفراعنة، تم تعزيز عدد القبائل العبرية من قبل أسباط بني إسرائيل التي، حسب تقليدهم المكتوب، قادها موسى إلى خارج مصر. ميز الإسرائيليون أنفسهم عن جيرانهم بواسطة دينهم التوحيدي، والذي ثبت أنه كان ذا قوة كبيرة وملزمة.
اعتباراً من حوالي عام 2000 قبل الميلاد، دخلت “شعوب البحر”، إلى المنطقة من أجزاء أخرى من بحر إيجه، ومن بينهم الفلسطينيون الذين استقروا في منطقة غزة الحالية. ومنهم أخذ الرومان اسم المنطقة في مراحل تاريخية لاحقة: سوريا- فلسطين أو سوريا الفلسطينية.