ظهر الانتداب البريطاني لفلسطين إلى حيز الوجود عام 1920، وصادق عليه مجلس عصبة الأمم في تموز/يوليو عام 1922. وقد نصت ديباجة القرار على أن: “الدولة المنتدبة يجب أن تكون مسؤولة عن وضع (…) إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين حيز التنفيذ، على أن يكون من المفهوم بشكل واضح بأنه ينبغي عدم القيام بكل ما يمس الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية في فلسطين”. وهذه كانت الصياغة الدقيقة لوعد بلفور في تشرين الثاني/نوفمبر عام 1917.
تنص المادة 2 من القرار: “تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن وضع البلاد في أحوال سياسية وإدارية واقتصادية تضمن إنشاء الوطن القومي اليهودي (…) وترقية مؤسسات الحكم الذاتي وتكون مسؤولة أيضاً عن صيانة الحقوق المدنية والدينية لجميع سكان فلسطين بصرف النظر عن الجنس والدين”.
المادة 4: “يتم الاعتراف بوكالة يهودية ملائمة كهيئة عمومية لإسداء المشورة إلى إدارة فلسطين والتعاون معها في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك من الأمور التي قد تؤثر في إقامة الوطن القومي اليهودي ومصالح السكان اليهود في فلسطين، وتساعد وتشترك في ترقية البلاد على أن يكون ذلك خاضعاً دوماً لمراقبة الإدارة. يعترف بالجمعية الصهيونية كوكالة ملائمة ما دامت الدولة المنتدبة ترى أن تأليفها ودستورها يجعلانها صالحة ولائقة لهذا الغرض”.
المادة 6: “على إدارة فلسطين، مع ضمان عدم إلحاق الضرر بحقوق ووضع فئات الأهالي الأخرى، أن تسهل هجرة اليهود في أحوال ملائمة وأن تشجع بالتعاون مع الوكالة اليهودية (…) حشد اليهود في الأراضي الأميرية والأراضي البور غير المطلوبة للمقاصد العمومية”.
المادة 25: “يحق للدولة المنتدبة، بموافقة مجلس عصبة الأمم، أن ترجئ أو توقف تطبيق ما تراه غير قابل للتطبيق من هذه النصوص على المنطقة الواقعة ما بين نهر الأردن والحد الشرقي لفلسطين كما سيعين فيما بعد بالنسبة للأحوال المحلية السائدة في تلك المنطقة وأن تتخذ ما تراه ملائماً من التدابير لإدارة تلك المنطقة وفقاً لأحوالها المحلية (…)”. ودخل الانتداب حيز التنفيذ بشكل رسمي في 29 أيلول/سبتمبر 1923.
احتجت الحركة الصهيونية بشدة وإنما عبثاً ضد استثناء الأراضي الواقعة شرق وادي الأردن (أخذت إمارة شرق الأردن 76% من المساحة المنتدبة) من البنود الخاصة بإقامة الوطن القومي اليهودي. وفي عام 1946، أصبحت إمارة شرق الأردن المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبد الله أحد أبناء الشريف حسين بن علي.