لعبت التطورات السياسية في إسرائيل دوراً هاماً في تقدم المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فمنذ إقامة دولة إسرائيل، كان حزب العمل (ماباي سابقاً) هو التشكيل السياسي الرائد، والذي شكّل الائتلاف تلو الآخر مع واحد أو أكثر من الأحزاب ذات المنحى الديني في الغالب. استمر هذا الوضع دون انقطاع نحو ثلاثين عاماً. ولكن في انتخابات حزيران/يونيو عام 1977، استولى حزب الليكود اليميني على السلطة من حزب العمل، وشكّل حكومة يمين وسط برئاسة مناحيم بيغن رئيس الوزراء. كما احتاجت هذه الحكومة لدعم من الأحزاب الدينية. اعتبرت إسرائيل هذا التغيير بمثابة “ثورة”. وفي السنوات الـ 23 التالية حتى عام 2010، سيطرت الحكومات اليمينية لمدة خمسة عشر عاماً، والائتلاف الحكومي بقيادة حزب العمل ثماني سنوات فقط.
منذ عام 1948، ارتفع عدد سكان إسرائيل من 1,1 مليون إلى 2,1 مليون (عام 1960)، 3 مليون (1970)، 3,9 مليون (1980)، 4,8 مليون (1990)، 6,3 (2000) إلى 7,6 مليون (في أيار 2010). كان هذا الازدياد طبيعياً بشكل جزئي فقط. فقد كانت معظم الزيادة نتيجة الهجرة. فعلى سبيل المثال، بين عامي 1990 و 2000 جاء ما لا يقل عن 900,000 مهاجر إلى إسرائيل من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. وفي عام 2008، كان عدد العرب الإسرائيليين 1,4 مليون (من 1,1 مليون عام 2000).
على الرغم من المقاومة العنيفة في بعض الأحيان ضد اتفاقات أوسلو من متطرفين في كلا الجانبين، أكملت إسرائيل سحب قواتها المسلحة من مدينة أريحا وأجزاء من قطاع غزة في أيار/مايو عام 1994 في ظل حكومة حزب العمل برئاسة إسحاق رابين. وفي 1 تموز/يوليو، دخل ياسر عرفات غزة، وبعد ذلك بأربعة أيام ذهب إلى أريحا في الضفة الغربية، حيث أدت السلطة الوطنية الفلسطينية، الهيئة الحكومية، اليمين الدستورية. سيطرت السلطة الفلسطينية تدريجياً على ست مدن في الضفة الغربية (جنين ونابلس وطولكرم ورام الله وقلقيلية وبيت لحم) وعلى أجزاء من الخليل، في حين تعيد إسرائيل انتشار قواتها من 400 قرية مع الوقت. وقد تم التأكيد من جديد على أن مفاوضات الوضع النهائي ستنتهي بحلول عام 1999.
لكن وسط كل مؤشرات التفاؤل هذه، وفي 4 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1995، صدمت إسرائيل باغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين على يد شاب يهودي يميني متطرف، إيغال عامير. اغتيال رابين على يد عامير بعد حضوره مظاهرة ضخمة في تل أبيب لدعم عملية أوسلو. وعلى الرغم من أن خليفة رابين، شمعون بيريز، وعد بمواصلة إعادة الانتشار الإسرائيلي في الضفة الغربية، ولكن منذ تلك اللحظة توقفت العملية.