وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

جغرافية إسرائيل

جغرافية إسرائيل
البحر الميت

المقدمة

جغرافية إسرائيل

أرض و مناخ اسرائيل. @Fanackتشكلت فلسطين التاريخية عن طريق العوامل الجيولوجية والمناخية. تقع البلاد على طول خط الصدع حيث تفصل القوى التكتونية القشرة الأرضية الأفريقية، مشكّلة أكبر وأعمق صدع أرضي؛ والذي ينشأ في جنوب أفريقيا ويمتد على طول المسافة إلى تركيا. وتتسبب نفس القوى التكتونية ببروز سلسلتين جبليتين متوازيتين تطوقان الصدع.

يصل الصدع إلى أعماق غير عادية في موقعين يمتلئان بالمياه من المرتفعات المجاورة: بحيرة طبريا في الشمال والبحر الميت في الجنوب. ويعرف صدع شمال البحر الميت بوادي الأردن، وجنوبه بوادي عربة.

تعمل سلسلة الجبال كحاجز يجمع الأمطار الموسمية في فصل الشتاء من الغرب. كما تفصل مناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل نسبياً عن مناخ الصحراء القاحلة والحارة في الشرق. خلق التقييد التقليدي للزراعة والسكن في سفوح الجبل الغربي منطقة ضيقة وواسعة بين الصحراء والبحر، مشكّلة جسراً برياً بين قارتي أفريقيا وأوراسيا (أوروبا وآسيا).

إلى جانب هذا الاختلاف الكبير بين الشرق والغرب يكون الاختلاف بين شمال البلاد الأكثر رطوبة وبرودة، وجنوبها الأكثر حرارة وجفافاً. وتقع فلسطين التاريخية على مفترق طرق حاسم بين كل تلك الاتجاهات. وتتعرض للإقفار القاحل شرقاً وجنوباً، والبحر المفتوح غرباً، وتحتل موقعاً هامشياً في امتدادات الأجزاء الخارجية من بلاد الشام.

البيئات الطبيعية

تعتبر سلسلة الجبال العمود الفقري الهيكلي للبلاد، وتخلق ثلاث بيئات طبيعية متوازية متميزة، تمتد جميعها من الشمال إلى الجنوب. تتكون المنطقة الواقعة غرب السلسلة من السهل الساحلي. ومن قاعدة أوسع في الجنوب، تضيق تدريجياً باتجاه الشمال، لتصبح أكثر اخضراراً في نفس الاتجاه. تشكل سلسلة الجبال نفسها نجداً واسعاً ومستطيلاً يصل إلى ارتفاعات من 1000 إلى 1200 م. والنجد مقسم من كلا الطرفين بالعديد من الوديان التي حفرتها الأمطار الموسمية على مر الزمن.

المنحدرات الغربية خضراء وخصبة بينما الشرقية قاحلة وعارية عموماً. وتشكل المنطقة شرق السلسلة واد صحراوي طولي سمي على اسم نهر الأردن، ويمتد من فوق بحيرة طبريا في الشمال إلى البحر الميت في الجنوب، حيث يصل عمقه إلى 400 م تحت مستوى سطح البحر. ونهر الأردن هو المجرى الوحيد في البلاد الذي يستحق تسميته بـ “نهر” من حيث المبدأ. وقد بنت كل من الأردن وإسرائيل قنوات ري واسعة بعيدة عن مجرى النهر، مستغلة معظم مياهه الطبيعية ومحولة إياه إلى مجرى هزيل موحل وملوث.

اعتباراً من البحر الميت، تتوسع ظروف الوادي الصحراوية فجأة باتجاه قطاع غزة في الغرب، منفتحة على صحراء النقب التي تشكل جغرافياً جزءً من شبه جزيرة سيناء. وكما تشكل سلسلة الجبال حاجزاً مناخياً في الشمال، يسبب البعد الشاسع عن البحر الأبيض المتوسط في الجنوب هيمنة المناخ الصحراوي في النقب.

من حيث المساحة المتضررة، يشكل الخط جنوب وادي بئر السبع – بين البحر الميت وقطاع غزة – أبرز الحدود الطبيعية للبلاد. وإلى الجنوب منه هناك مساحات صغيرة مزروعة، حيث يعيش أقل من 1% من السكان.

كانت فلسطين التاريخية تمتد على طول ضفتي نهر الأردن، وباتجاه الشرق فوق سلسلة جبال متوازية إلى أن تصل إلى الصحراء الشرقية الشاسعة. إلا أنه في الآونة الأخيرة تم فصل نصف فلسطين الشرقي عن وسطها الغربي عندما قررت بريطانيا، التي غزت البلاد عام 1917، تحويل ذلك الجزء من البلاد إلى إمارة شرق الأردن، ولاحقاً أعيد تسميتها بالمملكة الأردنية الهاشمية.

احتفظ النصف الغربي باسم فلسطين، ولكن ليس لفترة طويلة. فقد تم إهمال الاسم عندما أصبح أكثر من ثلاثة أرباع مساحتها تحت سيطرة دولة إسرائيل عام 1949. وما تبقى كان القسم الجبلي الداخلي وقسم السهل الساحلي الصغير، أصبح الأول يعرف بالضفة الغربية (لنهر الأردن) التي ضمتها الأردن، والثاني بقطاع غزة الذي تديره مصر. وتم احتلال كلا المنطقتين في وقت لاحق من قبل إسرائيل عام 1967 (انظر حرب حزيران/يونيو). وكلاهما مجتمعتان تعرفان في هذه الأيام على نحو متزايد بفلسطين.

المياه

اجهت إمدادات المياه في اسرائيلالعديد من التحديات منذ تأسيس البلاد عام 1948. فبالإضافة إلى المناخ الجاف بطبيعته، تسببت السنوات المتتالية من الجفاف والنمو السكاني السريع، وارتفاع مستويات المعيشة والتوترات السياسية في المنطقة بضغوطات جمّة على مواردالمياه في البلاد.

وتتمثل موارد المياه العذبة الرئيسية في اسرائيل ببحيرة طبريا[1] ونهر الأردن، والحوض الجوفي الساحلي والحوض الجوفي الجبلي (خريطة 2). ومن المهم ملاحظة أن جميع موارد المياه العذبة لاسرائيل مشتركة، إذ تتم مشاركة الحوضين الساحلي والجبلي مع فلسطين، بينما تتم مشاركة نهر الأردن مع الأردن ولبنان وفلسطين وسوريا، في حين أن بحيرة طبريا مشتركة مع سوريا. تتعرض جميع هذه الموارد تقريباً للاستغلال المفرط، كما يؤكد الانحدار الأخير في كمّ ونوع المياه على حقيقة أنّ الاستخدام الحالي غير مستدام على المدى الطويل.

وضعت إسرائيل حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المائية، تتمثل أهمها في تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي. وقُدّر إنتاج تحلية المياه عام 2011 بـ307 مليون متر مكعب/ السنة، وهو ما يكفي لتلبية حوالي 40% من احتياجات مياه الشرب في اسرائيل[2]. ومن المتوقع أن يشهد هذا العدد زيادة كبيرة مع ارتفاع الطلب على المياه. في حين تُستخدم مياه الصرف الصحي المعالجة في المقام الأول لتلبية الطلب المرتفع على المياه في القطاع الزراعي. ومن المتوقع أيضاً أن يشهد إنتاج هذا المصدر البديل للمياه ارتفاعاً نتيجة النمو السكاني.

لمزيد من المعلومات عن المياه في إسرائيل, زوروا ملفنا عن المياه.

أحدث المقالات

فيما يلي أحدث المقالات التي كتبها صحفيون وأكاديميون مرموقون بشأن موضوع “الجغرافية” و “إسرائيل”. تم نشر هذه المقالات في ملف البلد هذا أو في أي مكان آخر على موقعنا على الإنترنت:

Advertisement
Fanack Water Palestine