كانت عواقب حرب حزيران/يونيو عام 1967 هائلة، سواء في آثارها المباشرة أو على المدى البعيد. أثناء الحرب، تم احتلال البقايا الأخيرة من فلسطين في أيام الانتداب البريطاني من قبل إسرائيل: الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة. وبالإضافة إلى ذلك، استولت إسرائيل على شبه جزيرة سيناء (من مصر) ومرتفعات الجولان (من سوريا).
أسفرت الحرب عن أعداد إضافية من اللاجئين الفلسطينيين. فقد هرب ما يقدر بـ 280,000 إلى 325,000 فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن. لكن بقي حوالي 600,000 فلسطيني في الضفة الغربية، وحوالي 300,000 في قطاع غزة. بالإضافة إلى 300,000 من العرب الإسرائيليين، حينها كان على ثلاثة ملايين من اليهود الإسرائيليين أن يحكموا أكثر من 1,2 مليون من العرب في إسرائيل وفلسطين.
على خط المواجهة على طول قناة السويس، بدأت معركة مدفعية ثابتة بين القوات المصرية والإسرائيلية في آذار/مارس عام 1969 واستمرت حتى آب/أغسطس عام 1970 مع فترات انقطاع: ما يسمى بـ “حرب الاستنزاف”. أنهى تدخل الاتحاد السوفييتي هذه “الحرب بعد الحرب”، والذي قام بتجديد الدفاعات المصرية ليس فقط بصواريخ أرض- جو حديثة، وإنما أيضاً بتقنيين وطياري مقاتلات سوفييتية.
لكن تبعات الحرب على الجبهة الدبلوماسية استمرت حتى يومنا هذا. وفي نهاية آب/أغسطس عام 1967، حضرت الدول العربية، باستثناء سوريا، مؤتمر جامعة الدول العربية في الخرطوم، السودان. وقد اعتمد المشاركون بالإجماع قراراً جاء فيه: “إن المبادئ الرئيسية التي تلتزم بها الدول العربية” يجب أن تكون “لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا مفاوضات معها، والإصرار على حقوق الشعب الفلسطيني في بلدهم”.
في 22 تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه، أقر مجلس الأمن في الأمم المتحدة القرار 242، والذي بقي منذ ذلك الحين الأساس الرسمي للمفاوضات. وقد حث القرار، الذي تم التفاوض عليه بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، إسرائيل على سحب قواتها المسلحة “من الأراضي التي احتلتها مؤخراً”. كما حث على “إنهاء جميع المطالبات وحالات العداء والاحترام والاعتراف بسيادة ووحدة الأراضي والاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة وحقها بالعيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها”. نشأ خلاف بخصوص الاختلافات في صياغة النصين الإنجليزي والفرنسي للقرار 242. فالنص الفرنسي يقول “الأراضي المحتلة”. والنص الانكليزي يقول “انسحاب… من أراضٍ محتلة في الصراع الأخير”. وحتى الآن لم يتم تنفيذ القرار (انظر أيضاً القرار 242 في المفاوضات).