بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وفي بداية عام 1919، اجتمعت الجمعيات المسيحية والإسلامية الفلسطينية في القدس. وطالب هذا “المؤتمر العربي الفلسطيني الأول” باستقلال فلسطين في “ميثاق وطني”، ورفض وعد بلفور و الانتداب البريطاني على فلسطين. وسعت الأغلبية إلى دمج فلسطين في دولة سورية مستقلة. ونتيجة لذلك، نددت الوفود أيضاً بالمطالب الفرنسية بالانتداب على سوريا. وأشار المؤتمر إلى مبادئ رئيس الأمم المتحدة السابق وودرو ويلسون في حق الشعوب الخاضعة بتقرير مصيرها.
في آذار/مارس من السنة التالية، حضرت وفود من فلسطين المؤتمر السوري في دمشق، حيث تم إعلان الاستقلال وانتخاب الأمير فيصل بن حسين بن علي، شريف مكة، ملكاً للأمة السورية الفلسطينية المتحدة. ولكن وبعد شهر، قسم الحلفاء الأراضي السابقة للإمبراطورية العثمانية المهزومة في مؤتمر السلام في سان ريمو (إيطاليا). ووقعت سوريا و لبنان تحت الانتداب الفرنسي، وفلسطين تحت الانتداب البريطاني. وبحلول تموز/يوليو، أجبرت فرنسا فيصل على التخلي عن مطالباته بعرش سوريا وفلسطين المتحدة. ودعا الفلسطينيون العرب عام 1920 بـ “عام النكبة”.
انعقد المؤتمر العربي الفلسطيني مرة أخرى في حيفا في كانون الأول/ديسمبر عام 1920. هذه المرة انتخبت الوفود لجنة تنفيذية، اللجنة التنفيذية العربية، برئاسة موسى كاظم الحسيني، من عائلة قيادية في القدس (انظر أيضاً تصعيد العنف والثورة العربية في فلسطين). أقال البريطانيون الحسيني من منصبه كمحافظ مدينة القدس بعد أن اندلعت أعمال شغب معادية للصهيونية في الحي اليهودي في القدس القديمة في نيسان/أبريل من ذلك العام، حيث قتل خمسة يهود وأربعة عرب وجرح العشرات.
وأعلن مؤتمر حيفا فلسطين دولة مستقلة ورفض أية حقوق لليهود في فلسطين. دخل ما يزيد عن 18,000 مهاجر يهودي إلى فلسطين بين عامي 1919 و 1921، في حين واصل الصندوق القومي اليهودي، الذي تأسس عام 1901، شراءه للأراضي.
عقد المؤتمر التالي في أيار/مايو عام 1921، بعد وقت قصير من أعمال الشغب العنيفة في حيفا، حيث سقط عشرات القتلى من الطرفين. وقررت اللجنة التنفيذية العربية إرسال وفد إلى لندن برئاسة الحسيني، للمطالبة بتغيير السياسة البريطانية التي كان يظن أنها مؤيدة للصهيونية. وبقي الوفد في لندن في تموز/يوليو عام 1922 وكان له بعض التأثير. حاولت الحكومة البريطانية في كتاب تشرشل الأبيض في حزيران/يونيو عام 1922 توضيح معنى وعد بلفور لعام 1917.
ينص الكتاب الأبيض: “تم وضع بيانات غير مصرح بها في حيز التنفيذ الغرض منها هو إحداث فلسطين يهودية بشكل كامل. وقد تم استخدام جمل، مثل أن تصبح ’فلسطين يهودية كما إنكلترا انكليزية‘. وتعتبر حكومة جلالته مثل هذا التوقع غير عملي ولا يهدف إلى مثل ذلك. فقد كانت تلفت الانتباه إلى حقيقة أن شروط الوعد المشار إليه لا تعتزم تحويل كامل فلسطين إلى وطن قومي لليهود، وإنما ينبغي تأسيس مثل هذا الوطن ’في فلسطين‘”. وأردف التصريح بأن الهجرة اليهودية في فلسطين ’لا يمكن أن تكون كبيرة بقدر أن تتجاوز القدرة الاقتصادية للبلاد في ذلك الوقت لاستيعاب الوافدين الجدد‘.
تم حل اللجنة التنفيذية العربية عام 1934. وفي الوقت ذاته، تم تشكيل الأحزاب السياسية الفلسطينية. وبعد ذلك بعامين، تم تشكيل هيئة تنسيق جديدة: اللجنة العربية العليا.